كتب كبريال مراد في موقع mtv:
صحيح أن لا اصوات رصاص وقذائف، لكننا في حالة حرب. فعندما يسرق القلق من الغد النوم من عيوننا، نكون في الحرب. وعندما نفقد المواد الأولية، نكون في الحرب. وعندما نشاهد الطوابير امام محطات المحروقات، والناس تنتظر دورها من ساعات الفجر الأولى لتحجز لنفسها تنكة بنزين، نكون في حالة حرب.
وعندما ينشط المحتكرون وترتفع الأسعار بلا حسب او رقيب، نكون في حالة حرب. وعندما يحتاج المريض لسؤال عشرات الصيدليات عن الدواء، ولا يجده، نكون في حالة حرب. وعندما يشجّع الأهل أولادهم على الهجرة، نكون في حالة حرب. وعندما تغيب الحكومة عن السمع، وتكتفي بالبيانات بدل القرارات، ولا شيء يتغيّر، نكون في حالة حرب. وعندما تنشط الدويلات وتستباح الدولة، نكون في حالة حرب.
قد يجد البعض ألف سبب وسبب لما سبق. من الحصار الدولي، الى الفساد الداخلي، الى الحرب الاقليمية على لبنان، الى محاولات الاخضاع الاقتصادي والمالي لأهداف سياسية، تمر بالتوطين وملف النازحين، وتصل الى النفط والغاز وقرارات التطبيع وسواها، الى غياب الحكومة، وأزمة الكورونا وما نجم عنها من تداعيات دولية... الى والى والى. ولكن، ما العمل اذاً؟ هل يستمر تمرير الوقت؟ وهل تتواصل اضاعة الفرص؟ هل تحلّ المشكلات ببيانات تسجيل النقاط والتمريك من هنا وهناك؟ أم باستقالة حكومة تصريف الأعمال من مهامها ومسؤولياتها؟ أم ينتج الحل عن معارضة لا بل معارضات، كل فريق من بينها يرفض الآخر ويسعى ليكون بحدّ ذاته هو السلطة؟
كل ما حولنا يؤكد أننا في حالة حرب... والمؤسف والمقلق والمقرف والمحزن، أن كثيرين "مرتاحين ع وضعن"... ولو أن أوضاع الناس باتت شبيهة بأحوال أهل العصفورية.