كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
دخلت "البهدلة" على محطات المحروقات ضمن يوميات اللبنانيين، الذين باتوا عالقين بين فكّي الانهيار الاقتصادي وتحليق الدولار من جهة، وجشع التجار من جهة أخرى.
في الأشهر الأخيرة، باتت أزمة البنزين، من الأوسع شهرة، بين نظيراتها من الأزمات. فحينا يهرول اللبنانيون إلى المحطات بعد انتشار خبر رفع الكثير من المحطات خراطيمها بحجة عدم تسليمها المحروقات، وحينا آخر، تفاجأ بقرار التقنين، بحيث تحصل على تعبئة بقيمة 20 ألف ليرة كحدّ اقصى… هذا إن حالفك الحظ ولم تكن المحطة مغلقة، إذ تعمد غالبية المحطات إلى إقفال أبوابها عصرا، ومن دون أيّ حجة، خصوصا في الأيام التي تسبق صدور جدول الأسعار الاسبوعي، وبالتالي للامتناع عن بيع البنزين الذي سيرتفع سعره في اليوم التالي.
ووسط هذه الفوضى، برزت ظاهرة جديدة على محطات المحروقات، هي أشبه بالابتزاز. حيث يعمد بعض الموظفين إلى طلب "خوّة" لتزويدك بكمية أكبر من تلك التي حددها صاحب المحطة.
تروي مواطنة لموقع الـmtv ان سيارتها فرغت من البنزين مساء، وراحت تجول من محطة إلى أخرى للحصول على البنزين من دون جدوى، فالجواب موحّد "سكّرنا عالسبعة".
"شعرت وكأنني متسوّلة تستجدي لتزويدها بالبنزين"، تقول بقرف، وتضيف: "وصلتُ أخيرا إلى محطة، ووجدتُ أمامها طوابير من السيارات، وحين حان دوري، اقترب مني الموظف هامسا "سأزوّدك بالبنزين، وبالكمية التي تريدينها، بشرط أن أحصل على 10 في المئة إضافية على القيمة التي ستدفعينها". ذهلت المواطنة أمام وقاحة الموظف، غير أنها أذعنت، وأجابت بالقبول. وحينما زوّدها بالبنزين، وحان وقت الدفع، رفضت إعطاءه المال الإضافي الذي طلبه وحذرته من أنها ستبلغ صاحب المحطة بما حصل، فهددها قائلا "سجلتُ عندي رقم سيارتك، وفي المرة المقبلة، سأحطّم سيارتك في حال رأيتك هنا".
نعم، صدّقوا أو لا تصدّقوا، هذا ما يحصل في المزرعة التي نقطنها، ولا بدّ ينتظرنا الأسوأ بعد، طالما "لا حسيب ولا رقيب".