جاء في "المدن":
زار الرئيس المكلف سعد الحريري الصرح البطريركي، في بكركي، يرافقه الوزير السابق الدكتور غطاس خوري، حيث استقبله البطريرك الماروني، مار بشارة بطرس الراعي، في حضور الوزير السابق سجعان قزي.
اللقاء جاء بعد دعوة تلقاها الحريري من البطريرك إلى عشاء في الصرح، جرى خلاله البحث في آخر التطورات. وفور انتهاء اللقاء، أدلى الحريري بتصريح مقتضب أمام الصحافيين قائلاً: "لبيت دعوة البطريرك الراعي إلى العشاء، وتحدثنا بما يحصل في موضوع تشكيل الحكومة، وزيارة غبطته مهمة لأني أحب أن استمع إلى وجهة نظره في هذه الأيام العصيبة، وسنستكمل الحديث بعد العشاء".
تأييد "نسبي"
التحضير لهذا اللقاء بدأ منذ أيام، وتفعّل بعد فشل اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون والحريري وعدم الاتفاق على تشكيل حكومة، وتدهور العلاقة بينهما على نحو متأزم ومتوتر، بفعل السجالات التي حصلت بينهما. على إثر هذا الخلاف، أرسل الحريري مستشاره غطاس خوري للقاء الراعي وشرح وجهة نظره، باعتبار أن عون هو الذي يعرقل المبادرة الفرنسية، ويعطل عملية تشكيل الحكومة، بسبب المطالب التي يطرحها.
في اللقاء بين الراعي وخوري، جرى البحث في إمكانية الوصول إلى أي صيغة جديدة، يمكن من خلالها تشكيل حكومة لحماية لبنان من الانهيار. وكان موقف الراعي متضامناً نسبياً مع الحريري. وهو رفض سابقاً الأسلوب الذي تعاطى به عون مع الرئيس المكلف عند تسريب أحد مقاطع الفيديو الذي يصفه به بالكاذب. وحينها أدان الراعي هذا التصرف. كذلك عبر الراعي عن استيائه من اختراق عون للدستور، وإرسال لائحة تشكيلة حكومية مقترحة للحريري مطالباً إياه بتعبئتها.
أراد الحريري أن يشكر الراعي على موقفه، كذلك أبلغه تأييده لمواقفه الداعية إلى الحياد، وإبعاد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية. كما أنه يصر على التنسيق معه في المرحلة المقبلة.