كتب داني حداد في موقع "mtv":
لم يحقّق لقاء رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري أيّ تقدّم على خطّ تأليف الحكومة. حتى أنّ عون كان يرفض استقبال الحريري، الذي حُدّد له موعد في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس، أثناء نوم عون، قبل أن تنجح الوساطات بتثبيت الموعد، ولكن بعد تأجيله لساعات لتأمين وصول النائب جبران باسيل من اللقلوق الى بعبدا للقاء عون، قبل وصول الحريري.
نجح مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم في إطفاء الحريق الذي اشتعل بعد رسالة عون التلفزيونيّة وردّ الحريري المكتوب. حصل تواصل بين الأخير وابراهيم، فتمّ تأمين موعد في قصر بعبدا الذي قصده ابراهيم صباحاً، ثمّ تبعه موفدٌ من حزب الله، سعياً لإنجاح لقاء عون - الحريري.
لم تنجح هذه المساعي كلّها في إحداث خرق في جدار الشروط الحكوميّة. يصرّ عون على حكومة من ٢٠ وزيراً يملك فيها ثلثاً، ويصرّ الحريري على حكومة من ١٨ وزيراً بلا ثلثٍ معطّل. الأمور متوقفة هنا.
لكنّ ابراهيم، الذي ينسّق تحرّكه مع مسؤولين فرنسيّين، نجح في تأمين إخراج الأربعة أيّام قبل أن يصعد الحريري الى بعبدا، والهدف من ذلك تأمين تهدئة في الشارع وعلى المنابر، ومواصلة حركته بين المرجعيّات سعياً لتشكيل حكومة، الى جانب العمل على حلّ ملف الصرافين الذي بدأ السعي لتأمين مخرج له بعد التوقف عن ملاحقتهم، كنتيجة لاجتماع تسوية عقد أول من أمس في قصر بعبدا شاركت فيه القاضية غادة عون، الأمر الذي انعكس سريعاً انخفاضاً في سعر الدولار في السوق السوداء.
وتجدر الإشارة الى أنّ أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله وجّه، مساءً، رسائل مبطّنة الى عون والحريري للدفع نحو التشكيل، من أهمّها دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الى تفعيل حكومته. علماً أنّ دياب تلقّى أمس، عبر مستشاره، رسالةً من شخصيّة مقرّبة من حزب الله، بأنّه باقٍ في السراي حتى إشعارٍ آخر.