يوماً بعد يوم يرتفع ضجيج المعركة الانتخابية في دائرة كسروان - جبيل، وإن كان الصوت الأقوى اليوم في كسروان نظراً لحماوة المنافسة والتي تبدأ بالشعارات المرفوعة في الشوارع والساحات، وصولاً إلى الصالونات السياسية والبيوت الكسروانية التاريخية، إذ ان السباق الانتخابي في قرى وبلدات هذا القضاء يرتدي طابعاً خاصاً، كونه الدائرة الانتخابية الأساسية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون والساحة البارزة التي سينزل فيها "التيار الوطني الحر" كل أدوات المواجهة السياسية والإنمائية والاجتماعية.
وفي خضم المشهد الساخن الذي يسابق إعلان لوائح الدائرة الثلاث، شدّدت أوساط نيابية كسروانية على أن المعركة الانتخابية ستكون الأقسى، وستتجاوز كل التوقّعات، حيث ان كل لائحة هي عرضة للاختراق وليس من لائحة أقوى من الأخرى بشكل كامل، وبالتالي، فإن المعيار السياسي لا يحتل الأولوية من حيث خيارات ومزاج الناخب الكسرواني الذي يضع أمامه هدف تحقيق الإنماء لمنطقته في الدرجة الأولى، ثم يتطلّع إلى العناوين السياسية، ولو كانت قليلة، كما يلتفت للتاريخ وللعائلات الكبيرة في الدائرة، والتي تملك تأثيراً هو الأكبر في هذه الانتخابات انطلاقاً من القانون الانتخابي الذي أعطى الكثير للمواطن لكي يصبح صوته مسموعاً، وخصوصاً أن الصوت التفضيلي يحتل الأولوية في المنافسة بين المرشحين في كل اللوائح وداخل صفوفها، وهو الأمر الذي دفع بالمرشحين إلى البحث عن الأصوات بطريقة منفصلة عن اللوائح، وإلى إطلاق الحملات الإعلامية والإعلانية بشكل منفرد يركّز على التسويق الشخصي في الدرجة الأولى.
ومع استقرار الترشيحات كما اللوائح، قالت الأوساط النيابية نفسها، ان الفوز هو القاسم المشترك لدى كل المرشحين، وإن الساحة الكسروانية مرشحة لأن تشهد تفاعلاً انتخابياً لافتاً وحرب شائعات وحملات قاسية بين اللوائح الثلاث، كما أضافت الأوساط ذاتها، والتي قالت ان الاعتقاد السائد لدى القوى الأساسية في كسروان بأن المعركة محسومة لجهة النتائج ليس في محله، ذلك أن الأرقام التي يتم التداول بها في هذه المنطقة لا تسلّم بها كل الأطراف، وخصوصاً أن الفارق ليس كبيراً بين لائحة وأخرى، وعلى الرغم من التوقعات بنسب المشاركة التي تتجاوز الخمسين بالمئة وفق إحصاءات الماكينات الانتخابية التابعة للأحزاب الكبرى في كسروان.
ومع افتراض أن التحالفات قد أثمرت واقعاً تضيق فيه الخيارات لدى الناخبين لجهة الاقتراع للمرشحين الأكثر تمثيلاً للقرى والبلدات الكسروانية، فقد توقّعت الأوساط النيابية، أن لا تزيد نسبة المقترعين في الانتخابات المقبلة عن النسبة المسجّلة في العام 2009، وأكدت أن هذا الواقع يستدعي استنفاراً لم يسجّل بعد في صفوف القوى السياسية المتحالفة رغم تناقضاتها، وذلك بهدف تجييش الشارع واستنهاض الناخبين، وذلك على الرغم من غياب العناوين اللافتة في الشعارات المرفوعة.
وأمام هذه المعطيات، قالت الأوساط النيابية عينها، أن الجميع في وضع حرج، والكل مدرك أنه من الصعب فوز لائحة بكاملها وأن الخروقات حتمية، ولذلك، فالمنافسة تتّجه إلى الاحتدام، وإن كانت طبول المعركة لم تقرع بعد بقوة، ولكنها في إطار الاستعداد لرفع الصوت عالياً لتحصيل أكبر عدد ممكن من الأصوات التفضيلية للمرشحين المتنافسين على دخول النادي النيابي، أو على البقاء والاستمرار فيه لأعوام أخرى.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك