باستثناء الثنائية الشيعية التي حافظت تقريبا على النهج ذاته والمعاييرنفسها التي اتبعتها في اختيار التحالفات والمرشحين فان كل ما عداها من قوى سياسية واحزاب صاغت تحالفاتها بالطريقة التي تضمن لها الفوز بكتلة نيابية واسعة في القانون النسبي وكان ان انتهجت خيارات لا تشبهها ابدا ولا تمت اليها بصلة بفعل القانون الانتخابي الذي حشرها في زاوية المصلحة الانتخابية ودفعها الى تحالفات غريبة عجيبة لا يمكن فهمها، وقد يكون الطريق الانتخابي الذي سلكه التيار الوطني الحر هو الاكثر غرابة بفكفكة تحالفاته والابتعاد عن حلفاء الخط السياسي نفسه في 8 آذار، فالتيار كما اظهر مهرجانه الانتخابي ذهب من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، ابتعد عن حزب الله كثيرا ولم يتحالف معه الا على نطاق ضيق لزوم المعركة وكان اكثر التصاقا في دوائر معينة بالحليف السياسي الجديد (التيار الزرق) وان افترق عنه ملزما في بعض المناطق.
لم يتحالف التيار مسيحيا لا مع القوات بموجب تفاهم معراب ولا مع تيار المردة او الكتائب، تحالف التيار الجديد والأبرز كان مع "الجماعة الاسلامية" في عكار وبيروت الثانية فيما كان فاقعا تحالف التيار في جزين في مواجهة اللائحة المدعومة من أمل وحزب الله واللائحة الاخرى لتيار المستقبل ايضا. يريد العونيون هذه التحالفات التي لا تشبههم والتي جعلتهم يتحالفون مع تناقضاتهم بسبب الاضطرار لتأمين الحواصل الانتخابية والمحافظة على السكور النيابي نفسه للتيار من رصيد الـ2009. وقد ادى تعثر التفاهمات الانتخابية في بعض الدوائر الى خيارات صعبة بالافتراق عن بعض الحلفاء والتوجه الى تحالفات معينة بغرض الانتخابات فقط . فتحالف التيار مع الجماعة الاسلامية تأرجح كثيرا قبل ان يدفع تعقد المشهد الانتخابي خلاف للتوجه الى «الاخوان» في عكار وبيروت وجزين، فذهاب التيار والمستقبل في خيارات مواجهة على مستوى هذه الدائرة واصراره على نوابه الجزينيين عطل الاتفاق الانتخابي بينهما مما دفع بالمستقبل الى لائحة خاصة ايضا.
التيار الوطني الحر كان من الاحزاب التي "غامرت" بتحالفاتها الانتخابية كثيرا، اضطر التيار الوطني الحر ان يتحالف مع اخصام تاريخيين له حيث تحالف مع ميشال معوض في زغرتا ضد تيار المردة كما تخلى عن نواب وعن حزبيين فازوا في الانتخابات الحزبية بسبب زنقة القانون والحاجة الى الفوز في بعض الدوائر ولاستقطاب مرشحين لا ينتمون الى أدبيات التيار الوطني الحر السياسية احيانا مما سبب التباسات وحرداً واستقالات في التيار، فيما يحكى ان عددا من العونيين سيصوتون في بعض المناطق ضد الخيارات "الغلط" للتحالفات. فانتخابات المصلحة الانتخابية سببت امتعاضا داخليا دفعت البعض الى رفع الصوت اعتراضا او "السكوت وبلع الموس" او التلويح بشعار "سترون بعد الانتخابات ما جنته تحالفاتكم". فظاهرة وجود متمولين بدل المناضلين لم تهضمها القاعدة العونية التي لا تنسجم مع "اصحاب الارصدة في البنوك"، وكذلك ثمة من يرفض مبدأ عدم وجود معايير او آلية في احتساب الترشيحات.
التحالفات العونية أسقطت ورقة التوت عن غطاء يغلف العلاقة مع حزب الله الذي لم ينسجم مع ما طرح انتخابيا من القيادة البرتقالية في الانتخابات فالحزب المتحالف مع التيار في بعبدا ودوائر قليلة افترق في دوائر حساسة عن البرتقالي،اما في شأن العلاقة الانتخابية "فحدث ولا حرج" خلاف يطول من السياسة الى الانتخابات ولا ينتهي، وبعد ان اقصى التيار مرشحين اساسيين في كسروان والمتن وضرب اخماساً باسداس وقطع الطريق على حلفاء له في مناطق وتمسك بآخرين في اخرى فان التيار يقف على مرحلة حاسمة فاما تصح خياراته او تخطئ.
ثمة من يعتبر من العونيين ان الانتخابات تختلف في مفاهيمها عن الموضوع السياسي وان التعاون اليوم مع حلفاء المعركة منحصر في الانتخابات بسبب الحشرة السياسية والحسابات الانتخابية في بعض الدوائر وفي "الغد يوم آخر".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك