مع دخول الشهر المقبل، يكون قد مضى أربعة اشهر على قرار وزير المالية علي حسن خليل وقف المخصصات العائدة لقوى الامن الداخلي والبالغة حوالي الـ 800 مليون ليرة لبنانية من دون وجود اي افق او حلول قريبة، ما يعني ان هذه الأزمة مرشحة للاستمرار في حال لم يتم تحويل المخصصات، الامر الذي سيؤثر سلبا على عمل وانتاجية قوى الامن الداخلي في حال عدم الوصول الى حلول سريعة.
الازمة بدأت مع تعيين مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان ضابطا شيعيا في شعبة المعلومات وتعيينه العقيد علي سكينة قائدا لمنطقة الشمال من دون الرجوع الى الثنائي الشيعي. غير ان موضوع التعيين في شعبة المعلومات تم التراجع عن مطلب تغييره كما علمنا، ولكن آخر المعلومات تشير الى ان الثنائي الشيعي وبصورة خاصة أوساط "حركة امل" ما زالت مصرة على موقفها المطالب بتسمية قائد جديد لمنطقة الشمال من قبلها بدلا من العقيد علي سكينة، في حين يصر الطرف الاخر على عدم التراجع عن قراره.
في السياق يسعى بعض الوسطاء الى محاولة إيجاد حلول وسط ترضي الطرفين:
- العمل على إنجاز مشروع مناقلات عامة في قوى الامن الداخلي تكون مخرجا للازمة. لكن هذا الحل يبدو صعب التطبيق عمليا كون آخر مناقلات جرت عام ٢٠٠٤ وإنجازها يتطلب وقتا طويلا ومن المؤكد أنه سيشهد تجاذبات كثيرة.
- الصيغة الاخرى المطروحة تقضي بالعمل على تغيير مركز العقيد سكينة وإعادة تسميته من قبل "حركة امل" نفسها بعد فترة من نقله، ويجد مروّجو هذه الصيغة فيها حلا يرضي الطرفين وخصوصاً ان فترة انتداب العقيد سكينة تنتهي منتصف الشهر المقبل.
- من جهة اخرى يرى متابعون من طرف رئيس مجلس النواب بان الموضوع مبالغ فيه وقرار استبدال قائد منطقة الشمال يعتبر حلا وسطا.
متابعون للقضية يستغربون تفرد وزير المال بمنع اموال لجهاز امني أساسي في البلاد، ولا سيما ان هذه الأموال تم اقرارها في مجلس الوزراء مجتمعا ما يتيح امكانية الضغط لإعادة صرف الأموال ضمن القانون بعيدا عن الحسابات الضيقة في هذه الظروف الامنية التي توجب تحمل المسوؤلية وعدم اضعاف الاجهزة الامنية.
مطلعون على الملف يقولون إن المساعي ستنطلق مجددا بعد عطلة الأعياد ولكنها لن تجد حلا الا بتواصل مباشر بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري ينتج صيغة تؤدي الى إنهاء هذه الأزمة بحل يرتأيه الطرفين، وخصوصاً انه سبق ان طرح الموضوع بين الرئيسين من دون التوصل الى حلول.
تبقى الاشارة الى انه خلال الاشهرالاربعة المنصرمة، لم تتأثر انتاجية وطريقة عمل قوى الامن الداخلي بل زادت وسجلت إنجازات كثيرة في هذه الفترة ولا سيما من قبل شعبة المعلومات أكان من خلال توقيف الكثير من مرتكبي جرائم القتل ومروجي المخدرات وسارقي المصارف وسواهم وبسرعة قياسية لم نشهدها سابقا وايضاً في مجال مكافحة الاٍرهاب وخصوصاً ما أنجز مع الامن العام من احباط مخططات ارهابية كبيرة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك