قيادة السيارات في لبنان عمل فريد لا مثيل له في العالم. هي نسيج وحدها، وظاهرة تستحق الدرس من زوايا كثيرة...
إحدى هذه الزوايا ما يمكن تسميته "الحياة داخل السيارة"... ليس المقصود هنا ما يقوم به الركاب، بل ما يرتكبه السائق نفسه من "فظاعات" تنمّ عن عدائية، غياب حسّ المسؤولية، إنعدام الأخلاق، ورداءة القيادة...
في المشهد اليومي لطرق لبنان:
- سائق منشغل بإشعال سيجارته وتفقّد الواتساب. في الوقت نفسه إذا انزعج من سيارة أمامه بادر بتجاوزها من دون أن ينظر إلى يساره (وربما يمينه) لتأمين الطريق!
- سائقة حسناء تفلت الهاتف الذكيّ من يدها لتلتقط المرآة الصغيرة، وتروح تُعمل في وجهها مساحيق تبرّج لتصل إلى وجهتها في أحسن حلّة! ويقيناً إذا أعجبتها النتيجة ستلتقط "سيلفي" لوجهها المليح وترسل الصورة إلى ما تيسّر من "كونتاكتس" ليُثنوا على حسنها وبهائها...
- في هذا الوقت يضرب سائق الفان "المتداعي" عرض الحائط (وربما يضرب الحائط بالمعنى الحرفي للكلمة) بكل قواعد القيادة ليصطاد راكباً ما، خصوصاً إذا لمح في الأفق "فان" آخر يزاحمه على الرزق.
هذا غيض من فيض أهوال القيادة في سيّارات حوّلها السائقون إلى آلات موت بدل أن تكون وسائل نقل، لأنّ أولويّتهم وراء المقود هي أيّ شيء سوى القيادة نفسها!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك