سمعت الآذان فناديت كعادتي "يلاّ عالأكل". إلاّ أنّ هذه المرّة، تأخّر الأولاد وأبو سمير للإلتفاف حول المائدة، فكلّ ينشغل بتحضيراته الخاصّة للعيد. إنّه اليوم الثّلاثون والأخير من شهر رمضان الكريم، وبهجة العيد تبعد بضع ساعات فقط.
هكذا تستذكر أمّ سمير عشيّة عيد الفطر، عندما كان لا يزال أبناؤها في ربيع عمرهم وأبو سمير على قيد الحياة.
صباح العيد ليس كسواه. وهو يبدأ من المساجد حيث تقام صلاة العيد الجماعيّة، وتتوالى بعدها الزيارات العائليّة من دون انقطاع لمدّة ثلاثة أيّام. والزيارات لا تقتصر فقط على الأحياء، فالمعيّدون يستذكرون أحبّاءهم الرّاحلين بأكاليل الورد والزهور أيضاً.
وعيد الفطر، كرمضان، كريم أيضاً، وخصوصاً على الأولاد الذين يتلهّفون منذ الصّباح الباكر للباس ثياب العيد وتلقّي العيديّة المنتظرة. وإذ يعتبر الكبار أنّ فرحة العيد لا تقاس، يزين الأولاد البهجة بكميّة الأموال التي تنهال عليهم.
تروي المرأة السبعينيّة كيف تغيّرت بيروت، ومعها أجواء العيد. جاء العيد، فامتلأت أزقّة بيروت، حيث يسرح ويمرح الأطفال، بالزّينة، وعجّت ببائعي الحلوى والمثلّجات.
ولحلوى العيد قصّة أخرى. تعجز أم سمير عن وصف الشّعور الذّي كان يختلجها عدّة أيّام قبل العيد، وهي على مشارف بدء التّحضير للمعمول على أنواعه.
وإذ ترى أنّ عيد الفطر تغيّرت ملامحه بين الحاضر والماضي، وأنّ جيل اليوم يجهل عاداته، تعتبر أنّ رهجة العيد لا تخفت وسرّ فرحه يكمن في جمعة العائلة، تقول "العيد لمّة حلوة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك