لم يستطع إبراهيم ماتي إبن الـ14 ووالدته الطّاعنة في السنّ الهروب من قريتهما برطلة العراقيّة، التي تقع شرق مدينة الموصل في عام 2014 كسائر المسيحيّين الذين زحفوا خارج بلدتهم هرباً من بطش "داعش"، فكان مصيرهما العيش لمدّة عامين تحت حكم تنظيم "الدولة الاسلاميّة".
كلمة "عيش" لا تعطي ما عاشاه بالفعل حقّه، فما شهداه كان فظيعاً بالفعل. إعتداءات جسديّة، تهديدات، وإجبار على تغيير دينهما المسيحي، وكل ما يمكن لعقل الانسان أن يتخيّله من عذابٍ نفسيٍّ وجسديٍّ. أما التّهديد فكان واضحاً جدّاً: "الاسلمة" ودفع الضرائب أو الموت بأسوأ الطّرق.
حال هذه العائلة الصّغيرة هي كحال ملايين المسيحيّين الذين عاشوا إمّا التّهجير أو الموت في ظلّ اجتياح "داعش" لمناطقهم.
كان مصير ابراهيم ووالدته السّجن حيث تشاركاه مع مئات المسيحيّين والشّيعة. العذاب كان خبزهما اليومي. أمّا الاصرار على تغيير الدّين فكان التّهديد الذي لم يفارقهما بتاتاً. لكن ابراهيم جابه تلك التّهديدات بجُملةٍ واحدة: "إلهي هو يسوع المسيح".
هذه الجملة الصّغيرة كلّفته وأمه ضرباً قاتلاً...
إنّها نبذة عن حياة عراقيّين عاشا في ظلّ "حكم الارهاب"، ذاك المسخ الاسود الذي لا دين له، لا عقل ولا حتّى قلب...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك