يقوم تنظيم "داعش" بتجنيد الأطفال لتنفيذ عمليات إعدام وتفجيرات انتحارية. ويستهدف التنظيم الصغار كونه يسهل تلقّيهم الأفكار المتشدّدة واستغلالهم.
واللافت، وفق الكثير من التقارير الإعلاميّة، أنّ التنظيم يستغلّ حتى مباريات كرة القدم لحثّ الصغار على الالتحاق بصفوفه، خصوصاً أنّه بات، بعد الضربات القاسية التي تعرّض لها، في أمسّ الحاجة إلى العناصر الجديدة نتيجة الخسائر الكبيرة التي تلحق به. ويستغلّ "داعش" حب الأطفال لهذه اللعبة الشعبية وتقوم باستدراجهم من خلال إقامة بعض المباريات بحيث أصبحت الملاعب الهدف الثاني لعمليات التجنيد بعد المساجد.
وعمد التنظيم، في الفترة الأخيرة، الى إبراز الأطفال من خلال النشرات التي يصدرها، إن كان في عمليّات الإعدام أو من خلال ترويج قيامهم بالتفجيرات الانتحاريّة، وذلك بهدف إقناع الأطفال بالانضمام إليه عبر إرسال رسالة مفادها أنّ "الأطفال يقومون بأعمال الكبار".
وتهدف هذه التسجيلات أيضاً إلى إضعاف معنويّات الفصائل التي تحارب "داعش"، عبر الإيحاء بأنّ المقاتلين الأطفال التابعين للتنظيم يقتلون رجال هذه الفصائل.
وتتحدّث المعلومات عن أنّ معسكرات التدريب الخاصّة بـ "أشبال الخلافة" كثيرة في مناطق سوريا والعراق الواقعة تحت سيطرة "داعش"، وقد التحق بها عددٌ كبير من الأطفال الذين يخضعون للتدريب ليصبحوا مقاتلين.
وقد تحدّث المرصد السوري لحقوق الإنسان في أيلول الماضي عن تجنيد 1100 طفل كمقاتلين بين كانون الثاني وآب 2015، ويُضاف هذا الرقم الى الآلاف الذين تجنّدوا بعده وقبله.
ولتجنيد الأطفال من قبل "داعش" أسباب أخرى، إذ يتمتّع هؤلاء بالقدرة على التنقّل واختراق الإجراءات الأمنيّة وعدم إثارة الشكّ، علماً أنّ التنظيم غالباً ما يكلّف "الأشبال" بالمهام البسيطة، كعمليات المراقبة ونقل المعلومات ونقل الذخائر وتعبئة الذخائر للمقاتلين وغيرها من المهام المرتبطة بالدعم اللوجستي والأمني.
إلا أنّ التنظيم لم يرتدع أيضاً عن استخدام الانتحاريّين الأطفال لاستهداف مناسبات ذات طبيعة عائليّة، كالافراح والأعراس والحفلات العائلية التي تزدحم بالأطفال، كما حصل في عمليّة تفجير صالة أعراس في غازي عنتاب التركيّة، وفي زفاف كردي في الحسكة السوريّة.
كما نشر التنظيم "تشكيلة عسكريّة من الأطفال" في معاركه، كما حصل في مدينة كوباني السورية "حيث وجدت أكثر من 30 جثة لعناصر "داعش" تعود لأطفال، ما يدلّ على استراتيجية متأصلة لدى التنظيم لاستغلال الأطفال خلال العمليات العسكرية.
وتوقّف، في الفترة الأخيرة، عددٌ من علماء النفس وعلماء الاجتماع عند هذه الظاهرة، مشيرين الى أنّها تثير القلق بشأن مستقبل المنطقة، إذا أنّ "دماغ الطفل يكون أشبه بالإسفنجة التي تقوم بشفط الأفكار التي يتمّ تلقينها له، بحيث يصل إلى مرحلة يتوقف فيها عن تقبّل أي معلومات جديدة وتصبح المعلومات التي تلقاها هي الوحيدة التي يتصرف من خلالها".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك