لو كانت الحجارة المبعثرة هناك قادرة على الكلام، لأشبعت الدنيا نحيبا على حال من آوتهم، فباتوا والركام كتلة واحدة... لو كان للأرض روح، لاهتزّت تحت أقدام أولئك الدخلاء على البشر، الذين عاثوا خرابا وقتلا وإرهابا، وجعلوا من حلب موطنا للموت، للظلم، وللصواريخ اللاهثة وراء المستشفيات والاطفال...
ما ستشاهدونه في الفيديو المرفق، صنعه أغبياء القوم، الذين لا يفقهون إلا بالموت والظلم، اولئك الذين جعلوا من الأطفال يتامى، مشرّدين، في عيونهم ستكبر ذكريات متّشحة بالسواد ليس فيها من الأحلام شيئا.
ففي الفيديو، طفل نجا من الهجمات الارهابية التي أتعبت حلب في الأيام الأخيرة، ترى وجهه ممزوجا بالدماء وآثار الجدران التي تهدّمت على جسده، يبكي من دون انقطاع، هاله ما شاهده، فاستحوذت الصدمة على محيّاه. يتمسّك بكل ما أوتي من قوة بالطبيب الذي يعتني فيه، في إحدى المستشفيات القليلة الباقية في حلب، بعدما تحوّلت غالبيتها لاهداف للبراميل المتفجرة والصواريخ. تراه يحتضن الطبيب باكيا، يمسك به جيدا، ويرتمي بين أحضانه، باحثا فيه عن أمان ضاع منه، عن دفء سرقه "الارهاب" وصانعوه.
أما نهاية الفيديو، فتشكّل الصدمة الاكبر...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك