تعثّر رئيس جمهوريّة لبنان يوم أمس في القمّة العربيّة في الأردن، فتعثّر معه قسمٌ كبيرٌ من اللبنانيّين الذين بادروا، كالعادة، الى التعبير عن رأيهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فسقطوا في ما هو أسوأ من عثرة الرئيس.
بعض أقلام "الزملاء" بلغت، للأسف، مستوى الأرض التي سقط عليها الرئيس العماد ميشال عون. مجموعة بلهاء كتبوا ساخرين على مواقع التواصل، كأنّ في سقوط رجل حدثاً استثنائيّاً. كأنّ الواحد منّا، إن سقط والده، مثلاً، لا يقوم لإسعافه بل يمسك هاتفه ليسخر منه على "الفايسبوك". لعلّ أفضل ما يمكن أن ينجزه الرئيس هو منع "الفايسبوك" و"تويتر" عن بعض اللبنانيّين. حينها ستُغفر للعهد كلّ العثرات المحتملة.
في مقابل أفواج الساخرين، السخيفين، ثمّة أفواج للمبالغين في تأليه الرئيس. لعلّ قول "الرئيس ارتفع"، على صورة السيّد المسيح بعد القيامة، هو أسوأ ما يمكن أن يقال بعد الحادثة العابرة. أمثلة كثيرة شبيهة على لسان "عونيّين" قدامى وجدد. الرجل تعثّر، ثم نهض ولم يُصَب بأذى. ما من داعٍ لتحميل الحادثة أكثر من ذلك.
والسيء، أيضاً، استخدام ما حصل لشتم سياسيّين لبنانيّين ارتكبوا خطأ، بل خطيئة توجيه رسالة الى القمة العربيّة، فحُمّلت "مجموعة الخمسة" مسؤوليّة الوقوع، ووقع المنتقدون الشتّامون أرضاً بكلامهم، من دون سجّادةٍ حمراء تخفّف من وقع الصدمة.
يمكن للعائد الى لبنان التأمل من شبّاك الطائرة بالمناطق المحيطة بالمطار، ليرى بشاعة وفوضاويّة المشهد الذي انضمّ إليه أخيراً مكبّ النفايات في الـ "كوستا برافا". لبنان الذي تشاهدونه من نافذة مواقع التواصل الاجتماعي أبشع وأكثر فوضاويّة بكثير، وقد بلغت البشاعة ذروتها أمس. إنّها "كوستا برافا" جديدة فعلاً.
كم كانت بسيطة كلودين عون روكز في التعبير عن ردّة فعلها على تعثّر أبيها و"بيّ الكلّ"، في الإشارة الى "الكرش" الذي حماه. وكم كان الساخرون وبعض المغالين في الدفاع تافهين...
سقوط الرئيس والـ "كوستا برافا" الجديدة و"الكرش"!
نحمد الله على سلامة الرئيس، ونأمل سلامة بعض العقول، فالإثنان حاجة لبناء هذا الوطن.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك