عيون المُستثمرين على أعلى قمّة في الشّرق الاوسط، وقلوب النّاشطين على ما سيخلّفه أيّ مشروعٍ قيد التّخطيط في طبيعة وجماليّة القرنة السّوداء، التي تعلو 3088 متراً عن سطح البحر، فما حقيقة وإمكانيّة إنشاء هذا المشروع؟
بدأت القصّة بخبرٍ نُشر عن إعلان شركة "Realis Development"، المملوكة من قبل آل غانم، عن مشروعٍ سياحيٍّ ضخمٍ على ارتفاع 2400 متر في القرنة السّوداء، يحمل إسم "القمّة"، ويمتدّ على مساحة 420 ألف متر مربّع.
وأُشيع عن بدء أشغال البنى التحتيّة في مشروع "القمّة"خلال فصل الصيف المُقبل، وهو سيضمّ فندقاً ومنازل ومراكز عنايةٍ وتجميلٍ ومراكز ترفيهٍ، هذا بالإضافة إلى 650 "شاليه" و70 "فيلا" وحلبة تزلّج. وتوقّعت الشّركة أن تُنجز المرحلة الاولى من المشروع خلال 4 سنوات، مقدّرة تكلفة هذه المرحلة بزهاء 100 مليون دولار.
تلقّى ناشطون من المجتمع المدني هذا الاعلان كالصّاعقة، وبدأوا تحرّكاً إستباقيّاً في محاولةٍ للتّحذير من مخاطرهذا المشروع، ووضع حدٍّ لانشائه. وبدأ الحملة لبنانيّون في لبنان والولايات المتّحدة الاميركيّة، عبر إطلاق "نداء نجدة" إلى أكثر من 30 جمعيّة، بالاضافة الى عريضة تمّ التّسويق لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وحصدت تجاوباً كبيراً.
ولكن أمام هكذا مشروع، لا بدّ من طرح جملة أسئلة: الى أيّ مدى من الممكن إنشاء مشروعٍ سياحيٍّ في القرنة السّوداء التي تُغطّيها الثّلوج أكثر من 6 أشهر في السّنة وتقطع الطّريق التُرابية المؤدّية إليها من منطقة الارز، ويتعرّض فيها الانسان بشكلٍ حادٍّ للضّغط الجزئيّ المُنخفض للأوكسجين بسبب العلو الشّاهق ما يؤدّي الى مجموعة من الاعراض الخطيرة لدى الانسان؟
وهل تنبّه البعض الى أن القرنة السّوداء أكثر ارتفاعاً من 2400 وهو العلو الذي "إختارته" الشّركة المزعومة؟ ما الغرض إذن من إستخدام إسم هذه المنطقة التي يفتخر بها لبنان ويتميّز بها في محيطه؟
حملنا هذه الاسئلة الى رئيس بلديّة بشرّي فريدي كيروزالذي كشف لموقع mtv الالكتروني أنّ لا علم لديه بأيّ مشروعٍ من هذا القبيل يُخطّط لانشائه في المنطقة.
وأشار كيروز الى أنّ "المنطقة مصنّفة كمحميّة طبيعيّة من قبل وزارة البيئة، وهو ما يمنع أيّ منشآت عليها خصوصاً في المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 1800 متر"، موضحاً أن "القرنة السّوداء هي نقطة إلتقاء بين مجموعة من المناطق اللّبنانيّة، وحتى تلك المناطق كإهدن وبقاعصفرين لا علم لديها بهذا المشروع ممّا يثير الشّك في الهدف من بثّ هكذا خبر غير صحيح والتّرويج له في الاعلام وعبر مواقع التّواصل الاجتماعي".
وفي الختام لفت كيروز الى أنّ منطقة الارز والقرنة السّوداء "مقدّسة"، كما يقول في العاميّة أهل المنطقة، مؤكّداً "لن نسمح لاحدٍ مُطلقاً بأن يشوّهها!"
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك