العلاقة بين الطرفين اتسمت بالمد والجزر طوال الحملة الانتخابية، والعناوين التي رفعها ترامب لم تلاقي شغفا كبيرا في صفوف المؤسسة الحزبية التي اعتقد اركانها ان شعار تجفيف المستنقع الذي رفعه ترامب سيبدأ من الداخل الجمهوري.
الهدنة أعطت الفرصة للثنائي بريبوس ورايان في التمدد أكثر، فبات الأول كبير موظفي البيت الأبيض، ودعم الثاني موقفه وموقعه في قيادة مجلس النواب، وللدلالة أكثر على تغلغل الرجلين داخل ادارة ترامب الجديدة تكفي الاشارة الى ان بريبوس تمكن من فرض المرشح الذي يريده لرئاسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، وذلك على حساب نائب الرئيس مايك بينس.
واوحى الثنائي طوال الفترة التي اعقبت الانتخابات أن علاقتهما بترامب هي كناية عن شهر عسل، ولكن قبل سقوط مشروع قانون النظام الصحي المقدم من الجمهوريين، ارتسمت ملامح تغير قادم بعد نشر موقع بريتبارت تسجيلا صوتيا لرايان في شهر أكتوبر 2016 يتحدث خلاله الى مجموعة من نواب حزبه ويحثهم على التصويت في الانتخابات وفق ما يرونه مناسب لهم، ولم يلزمهم بالعمل لصالح مرشح الحزب دونالد ترامب، وذهب ابعد من ذلك حين أكد انه لن يدافع ابدا عن ترامب.
ولعب الاعلاميون المقربون من ترامب دورا كبير في اثارة نقمة انصار الرئيس على رايان وبريبوس، وكان شون هانيتي صريحا عندما قال ان مجلس النواب لا يساعد الرئيس الذي يبذل جهودا كبيرة في سبيل تطبيق أهداف حملته الانتخابية.
وتجدر الاشارة الى ان ترامب الذي يستند الى أصوات الناخبين التي حصل عليها في الانتخابات الرئاسية، ودعم قسم كبير من الحكام الجمهوريين للولايات، قادر على على فرض اسماء جمهورية جديدة في الكونغرس في الدورة الانتخابية المزمع إجراؤها عام 2018.
رايان الذي التقى يوم الاثنين بنائب الرئيس مايك بينس وقيادة ترامب كما تواصل مع الاخير ايضا، اوحى بأن العلاقة مع ترامب لم تتغير، بل على العكس فأن فشل مشروع قانون النظام الصحي جعلهما اقرب الى بعضهم البعض.
وبين تصريحات رايان ونقمة انصار ترامب عليه، ستساهم الملفات التي ستطرح قريبا كالاصلاح الضريبي والجدار الحدودي والبنى التحتية في بلورة صورة العلاقة أكثر بين الثنائي الجمهوري الذي ينتمي الى المؤسسة والرئيس المستند على الطبقات الشعبية.
جواد الصايغ
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك