إحتفلت جامعة الروح القدس - الكسليك بعيد الاستقلال في باحة الجامعة الخارجية في حرمها الذي ازدان بالأعلام اللبنانية وسط المشهد الأخضر المنتشر في أرجائها، في حضور رئيس الجامعة الأب طلال هاشم، نائب الرئيس للشؤون الإدارية الأب طوني عيد، وأعضاء مجلس الجامعة وجمع من المديرين والأساتذة والموظفين، وبمشاركة كثيفة من الطلاب.
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني أنشدته فرقة من طلاب كلية الموسيقى في الجامعة، ثم ألقى الأب هاشم كلمة عبر فيها عن "أهمية هذه المناسبة الوطنية ورمزيتها"، معتبرا "أن الاحتفال هذه السنة بالاستقلال يتميز بنكهة خاصة تبشر بأمل كبير، لأن الحراك الذي حدث منذ 17 تشرين الأول هو خطوة مهمة للشعب اللبناني عموما ولطلابنا خاصة، من خلال مشاركة قسم كبير منهم لرفض كل أنواع الظلم ومحاسبة كل من تخطى القوانين لمصالحه الشخصية".
وخاطب أسرة الجامعة، آملا "أن ترافق هذه الانتفاضة الروحية نفسها التي تحلى بها استقلال العام 1943"، معتبرا "أن ما نشهده اليوم كسر حاجز الخوف لدى الكثيرين والأهم أنه كسر حاجز اليأس، فتمكن الجميع من التعبير عن الظلم الذي يطالهم، من ناحية تقصير المسؤولين في تحمّل مسؤولياتهم".
وأضاف: "نحن نؤمن بمجتمع موحد، لذلك نتبنى نداء البطاركة والأساقفة والرؤساء العامين على مختلف طوائفهم، الذي حدد بشكل واضح أحقية مطالب الناس الذين أنهكهم التعب والظلم والجوع، لكننا، في الوقت نفسه، نشدد على ضرورة أن تحافظ هذه الإنتفاضة على نقاوتها وطهارتها وعفويتها التي بدأت بها. وأنتم أيها المثقفون لن تقبلوا أن يستغلكم أحد، وأدعوكم الى أن تحافظوا على نقاوتكم وعفويتكم وطبيعتكم. فثورتكم يجب أن تكون مبنية على التربية".
وأكد "أن التاريخ قد أظهر أن نتائج الإنتفاضة وثمارها لا نقطفها فورا ولكن بعد أمد طويل، وعلينا التحلي بالصبر والتسح بالثقافة. وعلينا أن نعي أحقية مطالبنا واحترام الحوار وقبول رأي الآخر المختلف".
ورأى أن "غالبية المسؤولين الحاليين الذين يطالبهم الشعب بالتمتع بالشفافية والنزاهة، كانوا منذ صباهم قد بدأوا مسيرتهم بتجاوزات إمرار أمور بسيطة تقوم على الزبائنية والفئوية و"الواسطة"، بعد تمتعهم بإمكانات وعلاقات ومعارف معينة، مما أدى بهم إلى السير أكثر فأكثر في منظومة الفساد".
ودعا الطلاب، "منذ الآن، إلى عدم امرار الأمور حتى ولو كانت صغيرة وعدم الاتكال على "الواسطة"، بل اللجوء إلى القوانين والآليات للحصول على حقوقهم"، مطالبا إياهم بأن يتعهدوا معه اليوم "أمام أنفسنا وأهلنا وبلدتنا ومجتمعنا ووطننا وربنا، ألا نقبل، بعد اليوم، بذرة ميل للافادة من "واسطة"، كي لا ندخل في منظومة تجعلنا لاحقا مسؤولين غير مسؤولين".
وفي الختام، أنشدت الفرقة مجموعة أغاني وطنية أثارت حماسة الحضور، فعلا التصفيق وانتشرت حلقات الدبكة على وقعها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك