يعتبر لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري والوزير جبران باسيل الخرق العلني الوحيد في مشهد ما بعد استقالة الحكومة. ولكن، هل يمكن البناء على هذا اللقاء؟
فاجأ لقاء الحريري وباسيل الكثيرين أمس، علماً أنّنا أشرنا عبر موقع mtv صباح أمس الى أنّ هذا اللقاء سيحصل. بذل مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم جهداً كبيراً لإتمام هذا الاجتماع، خصوصاً عبر الاتصالات التي قام بها مساء الأحد على خطّ بعبدا وبيت الوسط. كما استدعى الأمر تدخلاً مباشراً وشخصيّاً من أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله الذي أصرّ على جمع الرجلين اللذين يتعلّق مصير الحكومة بهما، في ظلّ إصرار الحريري على عدم ترؤس حكومة تضمّ باسيل، وإصرار الأخير على أن يدخل الى الحكومة مع الحريري أو أن يخرجا منها معاً. كما كان رئيس مجلس النواب نبيه بري أوفد الوزير علي حسن خليل الى بيت الوسط للغاية عينها.
وإذا كانت مصادر رئيس تكتل "لبنان القوي" حرصت على تعميم جوٍّ إيجابيّ عن اللقاء، فإنّ المعلومات التي حصل عليها موقعنا تتحدّث عن مراوحة حكوميّة، خصوصاً أنّ البحث في الساعات الثلاث التي استغرقها الاجتماع تضمّن قراءة لتطوّرات الأيّام الأخيرة ولخطوة الاستقالة، مع تمسّك كلّ منهما بموقفه.
وعلم موقعنا أنّ باسيل التقى ليل أمس رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا، حيث أطلعه على نتائج لقاء بيت الوسط، كما تباحثا في سبل الخروج من مأزق تشكيل الحكومة، خصوصاً في ظلّ تمسّك رئيس الجمهوريّة بعدم الدعوة الى الاستشارات النيابيّة قبل الاتفاق على شكل الحكومة، وعلى توزيع الحصص فيها.
كما عُلم أنّ مساعي اللواء ابراهيم ستستكمل اليوم، وهو سيلتقي رئيس الجمهوريّة صباحاً، كما قد يكمل جولته نحو مقار أخرى، مثل عين التينة وبيت الوسط، من دون أن تكون هناك مواعيد محدّدة مسبقاً.
وتشير المعلومات الى أنّ البحث يجري عن بعض المخارج، من دون أن ينضج أيٌّ منها حتى الآن، مع تسليم بعض الجهات، ومنها حزب الله، بأنّ تشكيل حكومة تضمّ وجوهاً استفزازيّة للحراك الشعبي سيطيل من أمد الأزمة وسيجعل الحكومة مهدّدة بالاستقالة من جديد، نتيجة ضغط الشارع.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك