مع إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته، تعزّزت المطالبة بحكومة تكنوقراط مؤلَّفة من وزراء إختصاصيين للنهوض بالوضع إدارياً وإقتصادياً، كما الكلام عن حكومة مصغّرة قادرة على المباشرة بورشة إصلاحيّة تُنقذ البلاد.
في نظرة سريعة على أرشيف الحكومات اللبنانية، يتبيّن أنّ أصغرها كانت ثلاثيّة في عهد الإنتداب الفرنسي وانطلقت في 14 أيار 1929 برئاسة الرئيس بشارة الخوري وعضوية الوزيرين نجيب أبو صوان وحسين الأحدب واستمرت حتى 12 تشرين الأوّل 1929.
وفي عهد الإستقلال، عرف لبنان حكومات مصغرة خصوصاً في الولاية الثانية للرئيس بشارة الخوري، فكانت الحكومة الثلاثية برئاسة ناظم عكاري وعضوية باسيل طراد وموسى مبارك، لكنها استمرّت نحو خمسة أيام فقط، من 9 أيلول حتى 14 أيلول 1952، ليترأس هذه الحكومة نفسها الرئيس صائب سلام من دون ناظم عكاري لكنها استمرت لـ4 أيام فقط، أي من 14 أيلول حتى 18 منه، ليترأس قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب حكومة ثلاثية بديلة بعضوية ناظم عكاري وباسيل طراد، وهي استلمت الحكم من الرئيس بشارة الخوري لنحو 12 يوماً من 18 أيلول حتى 1952 حتى 30 أيلول، حيث انتخب كميل شمعون رئيساً للجمهورية.
وترأس الأمير خالد شهاب حكومة رباعية مع بداية العهد الشمعوني، وتشكّلت من الوزراء: موسى مبارك، جورج حكيم وسليم حيدر، واستمرّت في الحكم من 30 أيلول 1952 حتى 30 نيسان 1953.
وبعد انتخاب شهاب في العام 1958 وتشكيل حكومة برئاسة الرئيس الشهيد رشيد كرامي حصل نوع من التمرد على العهد الشهابي، فكانت الحكومة الرباعية برئاسة كرامي وعضوية: حسين العويني، ريمون إده وبيار الجميّل.
وفي عهد الرئيس شارل حلو، تمّ تشكيل الحكومة الرباعية بعد أزمات عدّة في لبنان كانت بدأت بأزمة إنترا 1966، والعدوان الإسرائيلي على مطار بيروت الدولي في العام 1968 وكان هذا في 20 تشرين الأوّل 1968 برئاسة عبد الله اليافي وعضوية: حسين العويني، ريمون إده وبيار الجميّل، واستمرّت حتى 15 كانون الثاني 1969.
أمّا في عهد الرئيس إميل لحود، فكانت حكومة العهد الأولى برئاسة سليم الحص، وهي أصغر حكومة شكّلت بعد اتفاق الطائف وكانت من 14 وزيراً واستغرق تشكيلها يومين فقط.
فهل تنضمّ الحكومة المقبلة إلى قائمة الحكومات التكنوقراطية والمصغّرة لإدارة المرحلة الأصعب في تاريخ لبنان؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك