في تعليقه على استقالة الحريري، لم يتردد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في القول علناً ما كانت الأوساط الدبلوماسية تتداوله خفية، وهو أن لبنان «يمر منذ 15 يوماً في أزمة خطيرة جداً مع وجود تعبئة شعبية مكثفة وحصول حوادث أمنية وتوترات وأزمة ثقة».
وأضاف لودريان، أنه بالنظر لهذا الوضع، فإن فرنسا «تدعو المسؤولين اللبنانيين إلى بذل الجهود كافة من أجل ضمان استقرار المؤسسات والمحافظة على وحدة لبنان». وذهب الوزير الفرنسي إلى اعتبار أن شرط المحافظة على الاستقرار «مرهون بشرط وجود إرادة الإصغاء لصوت الشعب ولمطالبه».
بيد أن لودريان أوحى بوجود شكوك تساوره بهذا الخصوص؛ إذ إنه تساءل علناً عما إذا كان المسؤولون السياسيون اللبنانيون «عازمين على بناء لبنان معاً، وعما إذا كانوا سيقدمون المصلحة الجماعية للبلاد على مصالحهم الفردية». وبرأيه أن قرار الرئيس الحريري يفترض أن يدفع باتجاه طرح هذه التساؤلات. وخلاصة الوزير الفرنسي أن لبنان في حاجة إلى أن يعمد «المسؤولون كافة لوقفة مع الذات، وأن يعملوا باتجاه إيجاد رد قوي على مطالب الشعب». وشدد لودريان، أخيراً، على أن فرنسا «سوف تساعدهم في هذا الاتجاه».
ويفهم من كلام لودريان أن باريس جاهزة للعمل مع اللبنانيين، وأنها لن تتخلى عن لبنان. يضاف إلى ذلك، أن مستشار الرئيس ماكرون للشؤون الدبلوماسية السفير إيمانويل بون عمل سفيراً لبلاده في بيروت قبل أن يستدعى ليكون مدير مكتب لودريان في وزارة الخارجية، ولاحقاً مستشاراً دبلوماسياً لرئيس الجمهورية. وبرز اسمه في الأشهر الأخيرة لكونه مبعوث ماكرون إلى إيران الذي كلفه مهمات عدة بشأن ملف طهران النووي والجهود الدبلوماسية التي بذلتها باريس لإطلاق خطة عمل تكون نتيجتها الجمع بين الرئيسين الأميركي والإيراني. ولا شك أن باريس سوف تسعى في الأيام المقبلة إلى استطلاع المواقف المختلفة للفرقاء في الداخل والخارج والنظر في المخارج الممكنة من وضع لبناني تراه «حمال مخاطر» .
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك