القى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي كلمة في الاحتفال التأبيني الذي أقيم ل"فقيد المقاومة" رزق حسن رزق في حسينية بلدة معروب الجنوبية، في حضور عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي خريس، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين، وفعاليات.
وقال: "إننا في هذه المناسبة لنتذكر ويتذكر معنا اللبنانيون وغير اللبنانيين، أننا قدمنا دفاعا عن وطننا والدولة ومؤسساتها، التضحيات التي بدأت بمواجهة العدو الصهيوني، وما انتهت برد العدوان التكفيري عن لبنان، وفي كل ساحة كنا نقف لنؤثر على أنفسنا، لأننا نعتبر أننا منذورون في هذه الحياة للجهاد حتى الشهادة، والجهاد بمستوياته كافة، بما فيها الجهاد السياسي، وكان نصب أعيننا على الدوام، أن ننجح في تحرير أرضنا، وندافع عن وطننا، ونحرص على بناء دولة القانون والمؤسسات التي لا فساد فيها، لأن الفساد هو من أعدى أعداء المواطن والدولة".
اضاف: "إننا سعينا في هذا السبيل إلى قانون انتخابي يمكن أن يشكل أفضل فرصة للتعبير عن إرادات اللبنانيين، وقد حصلت الانتخابات على أساس قانون حديث قام على نظام النسبية، ونتذكر أن جميع القوى السياسية تقريبا، قد احتفلت بانتصاراتها في هذه الانتخابات، لأن النظام النسبي أعطى لجميع القوى الفرصة لكي تظهر حجم قاعدتها الشعبية وقدرتها الانتخابية، وبعدما اجتزنا مرحلة الانتخابات، دخلنا إلى مرحلة تشكيل الحكومة، وهنا نذكر لأننا استغربنا هذه الضجة التي قامت، حيث وقف أحد في هذا البلد وقال إن العقد لم تذلل جميعا، وما زال هناك عقدة في التمثيل الحكومي لا بد من تذليلها.
إننا منذ الساعات الأولى لتكليف الرئيس سعد الحريري مهمة تشكيل الحكومة، أكدنا له دائما في اللقاءات الأولى معا، وفي اللقاءات التي تلت، وصولا إلى آخر لقاء قبل حل عقدة تمثيل حزب "القوات اللبنانية" في الحكومة، أننا متمسكون باعتماد معيار واحد للتمثيل في الحكومة، يقوم على أساس احترام نتائج الانتخابات النيابية، وكنا نقول بوضوح إننا أجرينا انتخابات نيابية ليس من باب النزهة، ولا من باب الترف السياسي، وإنما أجريناها لكي يتبين إن كان هناك لكل حزب أو قوى أو تيار قاعدة شعبية أو لا، وقلنا انه يجب أن تحترم نتائج الانتخابات النيابية في تشكيل الحكومة، وهذا موقفنا ولا يزال ولم يتغير، لأن البعض يسأل ما الذي استجد وجعل "حزب الله" يقف أمام تشكيل الحكومة، فلم يستجد أي شيء، فعودوا إلى الوقائع وتذكروها بأنفسكم، فمنذ البداية كان يحكى أن هناك ثلاث عقد أمام تشكيل الحكومة، عقدة مسيحية، وعقدة درزية، وعقدة سنية، والذي حصل أنه صار هناك تسوية للعقدة الدرزية، ووصلت الأمور إلى اتفاق شمل الطرفين الدرزيين، ورعى هذا الاتفاق فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وهذا بعد مضي أشهر على وجود هذه العقدة، وأما في ما يتعلق بتمثيل "القوات اللبنانية"، استمرت المفاوضات أكثر من 5 أشهر، إلى أن وصلنا إلى الصيغة التي وصلنا إليها، وقبل حزب "القوات" بما هو معروض عليه، لأنه لم يشأ أن يكون خارج التشكيلة الحكومية، فالمنطق الطبيعي كان أن يقف الجميع ولا سيما المعنيون بتشكيل الحكومة ليقولوا، أنجزنا حل العقدتين الدرزية والمسيحية، وبقي أمامنا العقدة السنية، فهذا هو الوضع الطبيعي، وليس المستغرب أن هناك عقدة سنية، وإنما المستغرب هو عدم وقوف باهتمام ومسؤولية أمام العقدة السنية للتعامل معها، وبالتالي إذا كان البعض يتعامل مع هذا الموضوع أنه ليس موضوعا أساسيا فهو مشتبه، وذلك فإننا نسأله، هل سمع منا في مرة من المرات تجاوزا لمسألة تمثيل السنة أو النواب السنة خارج كتلة المستقبل، وهل سمع مرة منا تخليا عن هذا الموضوع، على العكس تماما، حيث كنا دائما نؤكد على ضرورة الانتباه لهذا الموضوع".
وتابع: "إن البعض يتحدث عن أن موضوع تمثيل السنة في الحكومة هو شأن يخص طائفة دون طائفة وما إلى ذلك، ولكن نحن لا نعتقد أن الأمر كذلك، لأنه إذا أردنا أن نعمل بهذه الطريقة، فما كان أحد عمل على حل العقدة الدرزية سوى الدروز أنفسهم، وعندئذ ما كانت لتحل هذه العقدة، ولكن رئيسي الجمهورية والحكومة تدخلا من أجل حل العقدة الدرزية، وبالتالي ما المانع من أن تتدخل أطراف من غير الطائفة السنية لحل مشكلة العقدة السنية، فهذا أمر طبيعي".
واشار الى ان "من أسباب الاستقرار في لبنان وكنا نرددها دائما، هي التعددية في التمثيل الطوائفي، ففي كل مرة ينحصر تمثيل طائفة في حزب واحد أو جهة واحدة، يذهب المأزق اللبناني إلى الانسداد، ولا يعود هناك إمكانية للخروج من الأزمات، فحين سيطر أحد الأحزاب لوحده على تمثيل المسيحيين، دامت الحرب الأهلية، واستمرت إلى ما استمرت إليه، فكيف إذا أظهرت الانتخابات النيابية أن هناك كتلة من النواب ليست قليلة، فالنواب السنة في البرلمان عددهم 27 نائبا، لكتلة المستقبل 17 نائبا، وهناك 10 نواب خارج كتلة المستقبل، فهل نتعامل مع هؤلاء على أنهم لم يكونوا".
ورأى ان "الاستقرار في لبنان وحل الأزمات فيه يقوم على تعددية التمثيل الطوائفي، ولذلك نحن ننصح الأخوة في تيار المستقبل، ألا يتعاملوا بعناد أو تعنت مع مسألة التعددية السياسية أو التعددية الحزبية في الطائفة السنية، فنحن في الطائفة الشيعية، هناك "حركة أمل" وهناك "حزب الله"، والبعض يقول إننا متوافقون، وهذا أمر صحيح، وبالتالي فلتقم تعددية في الطائفة السنية، وتوافقوا، لا سيما وأن معظم نواب السنة الذين هم خارج كتلة المستقبل، أعطوا الثقة لرئيس الحكومة سعد الحريري، أي أنهم سلفوا الرئيس سعد الحريري بادرة حسن نية أنهم سموه لتشكيل الحكومة، وبالتالي أصبح هو مطالبا بأن يضم الجميع حتى الذين يختلفون معه، لا أن يعمل على إقصائهم أو إبعادهم أو تهميشهم".
وقال: "نحن والأخوة في "حركة أمل" هناك الكثير من الأمور التي نتفق وما زلنا نتفق عليها، وأحيانا يكون هناك بعض الاختلافات حول الأمور، في مسألة انتخاب فخامة رئيس الجمهورية، كنا نحن والأخوة في "حركة أمل" مختلفين على هذا الموضوع، ولم يكن سرا أن الرئيس نبيه بري والأخوة في "حركة أمل" كانوا يفضلون مرشحا آخر غير المرشح الذي نحن عملنا من أجله ألا وهو العماد ميشال عون، فلا يوجد هناك آحادية في التمثيل الشيعي وكذلك في التمثيل المسيحي، فهناك حزب القوات والتيار الوطني الحر وتيار المردة وشخصيات أخرى وصلت إلى البرلمان من خلال قاعدتها الشعبية، فلماذا التعددية السياسية متاحة لتمثيل الطوائف جميعا، إلا وبشكل تعسفي، هناك من يريد أن يعتمد بشكل قصري آحادية التمثيل السني في حزب واحد هو حزب تيار المستقبل".
اضاف: "إننا نسأل الرئيس سعد الحريري، هل حالة النائب أسامة سعد مفتعلة أم أصيلة، فمنذ زمن طويل ومن قبل أن يأتي الرئيس رفيق الحريري إلى لبنان، وبيت معروف سعد معروف أنه بيت للزعامة الصيداوية، وهل بيت كرامي في طرابلس حالة مفتعلة بالتمثيل السني، لا سيما وأن عائلة كرامي منذ فجر الاستقلال وهم في زعامة سنية، فهل نسينا رشيد كرامي أو عمر كرامي، وعليه فمن جعل أسامه سعد يربح في صيدا هو في الأساس الأصوات السنية، وما جعل فيصل كرامي ينجح في طرابلس هي الأصوات السنية، وكذلك جهاد الصمد وعبد الرحيم مراد، وبالتالي إذا كانت هذه الشريحة من السنة قد أتت بهؤلاء النواب، فلماذا تريدون أن تشكلوا حكومة تستبعد جزءا كبيرا من الناخبين اللبنانيين".
واردف: "لقد سمعنا من البعض يقول إن هناك نوابا مسيحيين موجودون في كتلة المستقبل يريدون أن يتمثلوا في الحكومة، فإننا نقول له بأنه جرى تمثيلهم، فغطاس خوري سوف يكون وزيرا من حصة الرئيس الحريري، لأن هؤلاء النواب المسيحيين جاءوا نوابا بأصوات حزب المستقبل، ولكن نحن نتحدث عن نواب سنة وصلوا بأصوات السنة، ولذلك لا يحق لأي أحد أن يتعامل وكأنه تفاجأ بالعقدة السنية، فلقد كانت موجودة منذ الساعة الأولى لبدء البحث في تشكيل الحكومة، وبقيت مستمرة حتى اللحظة الأخيرة، والمطلوب اليوم أن نخرج من جو الاقصاء والاستبعاد، فالذي وجد الحل للعقدة الدرزية، باستطاعته أن يجد حلا للعقدة السنية، والذي وجد حلا للعقدة المسيحية، باستطاعته أن يجد حلا للعقدة السنية، ولذلك كفاكم تضييعا للوقت، وليصرف هذا الجهد من أجل التفاوض للوصول لحل لهذه العقدة، وفي اعتقادنا أن الأساس في هذا الحل يقوم على أساس تسليم حزب المستقبل بتعددية التمثيل السياسي للطائفة السنية، وعدم حصر هذا التمثيل بالنواب السنة".
وختم الموسوي: "اليوم كان لسماحة قائدنا الإمام الخامنئي لقاء مع فعاليات نيابية، ونحن في "حزب الله" نعتقد بما يقوله هذا الإمام، فعندما بدأت عملية التسوية في مدريد عام 1991، هناك ناس كثيرة تحدثت معنا بأن العرب ذاهبون للتوقيع مع العدو الصهيوني ولماذا أنتم مستمرون في المقاومة، فقال القائد أكملوا في المقاومة، فالتسوية لن تنتج، وأنتم سترون النصر بأعينكم، ولقد رأيناه في الـ25 من أيار عام 2000. اليوم قال القائد إن أميركا دخلت في عصر الأفول، وما كانت عليه منذ أربعين عاما لم تعد عليه في هذا الوقت، ولذلك نقول، إذا كان هناك في لبنان من يراهن على القوة الأميركية والنفوذ الأميركي في لبنان والمنطقة لتغيير المعادلات فهو واهم، وإذا كان يتكل على أن هناك دعما إقليميا سوف يأتيه من مكان ما، فهؤلاء الذين اتكلوا على الدعم الإقليمي، انتظروا 5 أشهر ولم ينالوا شيئا، فالدعم الإقليمي بالكاد يقوم بهمه بعد الأفعال التي يرتكبها في اليمن وغيرها، ولذلك فإننا نتوجه إلى جميع القوى السياسية بدعوتهم إلى المبادرة إلى التوافق الذي يضمن تعددية التمثيل الطائفي للطوائف جميعا في لبنان، ولتتشكل الحكومة على أساس نتائج الانتخابات النيابية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك