أقامت بلدية دير دوريت، احتفالا في كنيسة البلدة لمناسبة استعادة مبنى المدرسة الرسمية المقفلة، بعد اعادة تأهيله، لتحويله في ما بعد الى مركز للبلدية ومستوصف وناد للشباب في حضور النائب جورج عدوان، رئيس بلدية دير القمر السفير ملحم مستو، كاهن البلدة الخوري وليد ناصيف، الأب جان مارون مغامس ورؤساء بلديات الجوار ومخاتير ووفد من جمعية الانماء الاقتصادي في بعقلين واهالي.
تحدث عدوان فقال: "كم جميل ان يكون الانسان بين اهله واصحابه وأحبته، يعيش معهم افراحهم وهمومهم وآلامهم ويشاركهم في كل القضايا. كم جميل ان نرى هذه الجمعة الجميلة، بعد المآسي التي مرت علينا جميعا، وطوينا صفحتها الى غير رجعة. فكم جميل ان نرى رئيس بلدية دميت الى جانب اهلنا من بعقلين والجاهلية، وهم يشاركوننا في كل مناسبة. وكم جميل يوم امس في دير القمر عندما التقى 110 رؤساء بلديات من الشوف وعاليه، اجتمعوا على كلمة واحدة وقرار واحد، ليؤكدوا ان المصالحة هي تكريس لوجودنا الحر كلنا جميعا بشراكة وندية كاملة، لكي نبني من خلالها جبلنا ونحافظ على حريته واستقراره وأمنه".
أضاف: "كم هو جميل ان نرى دير دير دوريت الأبية، دير دوريت القرار المتعلق بالأرض، مجتمعة كلها، راجعة للبناء والإعمار، راجعة للتعلق والزراعة بالأرض، راجعة تعيش ببلدتها وتجتمع بأفراحها وأتراحها لتقول اننا هنا وهذه الأرض أرضنا ورثناها عن أجدادنا، وجئنا اليوم لنحافظ عليها ونزرعها خير وبركة ومحبة وألفة لنا ولجيراننا، فعندما يكون جارك بخير، انت بخير. نحن كل قرى وبلدات الشوف والجبل تعنينا ولا نفرق بين بلدة وأخرى، فلا نفرق بين دير القمر ولا بين دير دوريت وغيرها، فما ينطبق على دير دوريت ودير القمر، ينطبق على كل قرانا وبلداتنا، كدير القمر ودير دوريت وسرجبال ودميت وغيرها من القرى، فأشدد على انه اذا كان جارك بخير انت بألف خير".
وتابع عدوان "اليوم نفتتح مبنى كان مدرسة، انما ليس المهم ان نفتتح المبنى، بل المهم انه كيف سيخدم هذا المبنى أهلنا في دير دوريت، هذا المبنى سوف يخدم ثلاثة مشاريع. الاول مبنى للبلدية لتتمكن من تنظيم أمورها وتكون مستقرة. والمشروع الثاني سيكون هناك مكان فيها للنادي، فالجميع يعلم ان اكبر مشكلة نعاني منها هو عندما يأتي شبابنا الى بلداتهم مع اهلهم، يسألون ماذا سنفعل؟ مؤكدا "اهمية وجود النادي كملتقى للشباب لتأكيد وجودهم وحضورهم في قراهم. واما الموضوع الثالث فهو مستوصف"، مشددا على "العمل وبذل جميع الجهود في تحقيق هذا المشروع في دير دوريت وغيره من قرى الشوف، التي تسهم في تثبيت الناس بأرضها وارزاقها"، مشيرا الى ان "بقاء الانسان في قراه لا يمكن ان يتم بدون بنى تحتية وغيرها من المشاريع الخدماتية المحقة"، وأكد عدوان "وقوفه الى جانب جميع قرى وبلدات الجبل واهله في سبيل تعزيز وتفعيل الوجود والحضور والتمسك بالجذور"، لافتا الى ان "خدمة الناس من الدولة وليس منة".
وشدد على "اهمية بناء الدولة والركون اليها، لتكون في خدمة المواطن"، لافتا الى "ان اولويته ان يشعر كل مواطن ان كرامته محفوظة وان الدولة هي من تسعى الى تقديم الخدمات للمواطنين". وشدد عدوان على أهمية وضرورة العمل بشكل واسع لتأمين فرص العمل للشباب والشابات في الوطن، خصوصا بعد انهاء تحصيلهم العلمي"، داعيا الدولة الى "تأمين حاجات ومشاريع القرى والبلدات في دير دوريت والجبل".
وقال: "ان الدولة التي نتحدث عنها هي أنتم، فما اقوم به انا هو واجباتي تجاه اهلي في الجبل. انا ساهمت بقانون انتخاب يسمح لكل واحد منكم المحاسبة، فاليوم دوركم. سابقا كنا نقول ان المرشح يصعد بالبوسطة ويمشي، اليوم لم يعد هناك من بوسطات، كل صوت يغير مسار الأمور، فأنا أطرح الموضوع لأنه جزء من مسار لنؤمن المستقبل، فلم يعد بإمكاننا السير بالطريق التي نمشي بها بالدولة، فساد وهدر وسرقة منظمة، علينا ان نصل الى يوم كل مسؤول عليه ان يعد للمئة قبل ان يخطئ، لأنه يعلم ان كل الناس ستحاسبه".
وختم عدوان بالقول" :وعدي لكم أن ابقى الى جانبكم، وسوف نبقى نعمل معا، لأن الله اعطانا من أهم المناطق، وأعطانا مصالحة تاريخية قام بها البطريرك (مار نصرالله بطرس) صفير مع النائب وليد جنبلاط، وكرسناها في شغل دؤوب يوميا لتعزيز جو المحبة والألفة والاستقرار"، متعهدا "العمل على تحقيق اللامركزية الموسعة التي تجعل من ادارات الدولة موجودة بالمناطق، وتستطيع ان تحقق مداخيل للمناطق لتحقيق المشاريع للقرى والبلدات"، مشيرا الى ان "هذا المشروع سيكون عمل الاشهر القادمة في المجلس النيابي وسنحاول اقراره قبل الانتخابات "، مشددا على ضرورة التمسك بالوحدة والتكاتف والتعاون لنكون قوة فاعلة اكثر في وجه الاستحقاقات".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك