اشارت صحيفة "الاتحاد" الى انه لا يبدو رئيس الحكومة سعد الحريري بوارد الانقلاب على التسوية مهما اشتدت الضغوط، سواء من بعض مكونات السلطة ام من الذين ينتظرونه على الكوع في شارعه، رئاسة الحكومة لا تزال حاجة وضرورة بالنسبة اليه، وستبقى كذلك حتى موعد الانتخابات النيابية، وما بعدها ايضا، خصوصا انها مصدره شبه الوحيد لـ "استجرار الطاقة" ومدّ النفوذ، في ظل تآكل قدراته المالية التي تلقت ضربة جديدة قي تركيا أخيراً.
ولعل إحدى الاشارات الرمزية الى مفاعيل بقاء الحريري في السلطة هي ان عديد الحماية الامنية الرسمية له يفوق 1000 عنصر من قوى الامن الداخلي، يتوزعون على السرايا وبيت الوسط والمواكبة والطائرة الخاصة، وهذا "امتياز" لا يمكن ان يحصل عليه خارج الحكم.
ثم ان وجوده في السرايا يمنحه من "الوهج" والحضور، ما ينفعه في التعويض نسبيا عن العجز المالي في "موازنته" والتراجع في شعبيته.
وعلى الرغم من الاهتزازات التي تعرض لها تفاهم الحريري مع "التيار الحر" اخيرا، الا ان العارفين ببواطن الامور يؤكدون ان شبكة المصالح التي تربط بين الطرفين اقوى من الخلافات التي تطرأ من حين الى آخر، مهما بلغ ضجيجها الاعلامي الذي يكتسب في بعض الاوقات وظيفة تعبوية او انتخابية.
اكثر من ذلك، لا يخفي احد القياديين البارزين في التيار البرتقالي النية بعدم الذهاب بعيدا في إحراج الحريري سنياً، لأن مردود التفاهم معه يبقى اكبر مما يرتبه التضييق عليه.
ويكاد المتعاطون مع الحريري يجمعون على ان العلاقة به مربحة ومنتجة، ويصفه احد الوزراء المصنفين ضمن الخط المغاير بأنه "آدمي" ومنفتح على منطق التسويات واستخراج القواسم المشتركة، ويعتبر ان مرونة الرجل وبراغماتيته في هذه المرحلة، انما تعودان الى كونه يدرك انه لم يعد يحتمل مجازفات سياسية غير محسوبة، وان مصلحته الاستثمار في الاستقرار النسبي وليس التفريط به.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك