زار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في مقر اقامته في المعهد الحبري الماروني في روما، وعقد معه اجتماعا حضره مدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره داوود الصايغ وتم خلاله عرض الاوضاع في لبنان من مختلف جوانبها.
بعد الاجتماع تحدث الرئيس الحريري إلى الصحافيين فقال:"كان لي شرف أن ألتقي غبطة البطريرك، وهذا اللقاء يكون دائما قريبا للقلب، حيث تحدثنا في عدة أمور تهم لبنان، كما تحدثت عن زيارتي اليوم لقداسة البابا وما حصل في هذه الزيارة. فأنا أحرص على أن يكون هناك تواصل بيني وبين غبطة البطريرك، خاصة في الأمور التي تهم لبنان ووحدته واستقراره، وهذا ما عرضناه الآن. كما بحثنا مطولا في ما يخص موضوع النازحين السوريين، والحكومة اللبنانية ستضع ورقة بهذا الشأن، وهو أمر بحثناه أصلا في الحكومة، وحصلت لقاءات عدة للجنة الوزارية التي ناقشت هذا الموضوع، ما زالت هناك بعض الأمور الشائكة التي سننتهي منها في الأسابيع المقبلة إن شاء الله لكي يكون هناك مزيد من الوضوح في مقاربة هذا الموضوع".
وأضاف: "موضوع النازحين يجب أن يتناول أولا مصلحة لبنان العليا، ولا بد من معالجته بشكل لا يتأثر فيه لبنان خارجيا ضمن المجتمع الدولي ولا حتى إنسانيا. فهؤلاء النازحون هم أشقاؤنا وعلينا أن نحافظ على أمنهم واستقرارهم، فهم لم ينزحوا إلى لبنان من سوريا إلا لأنه كان هناك تهديد يطاولهم. لذلك لا بد من الحفاظ على مصلحة لبنان العليا والاقتصاد والأمن في بلدنا وفرص العمل للبنانيين".
وتابع: "نحن قادرون على أن نعالج هذا الموضوع، ولايظنن أحد أن ذلك ليس باستطاعتنا معالجته قد تكون السياسات السابقة بسبب الانقسامات السياسية غير قادرة على إيجاد الحلول، ولكن اليوم هناك توافق لبناني لمعالجة هذا الموضوع، وإن شاء الله نصل إلى خواتيمه".
وختم الرئيس الحريري قائلا: "يكبر قلبي دائما كلما أجتمع مع غبطته، لأن كلامه صريح دائما وواضح، وإن شاء الله تكون لقاءاتي معه متكررة".
سئل: تحدثتم عن أمور خلافية، وموضوع النزوح هو أحد المواضيع التي قد تؤدي إلى تفجير الوضع الداخلي وربما استقالة الحكومة؟
أجاب: على العكس تماما، أنا أرى أن هناك توافقا كبيرا في الحكومة حول هذا الموضوع. هناك بعض التفاصيل التي يجب أن نصل إليها، ولا تخافوا، هذه الحكومة لن تتفجر لأننا جميعا نعمل لمصلحة لبنان. الخلافات السياسية التي كانت تحصل كانت لأن كل واحد متمترس خلف مواقفه السياسية الواضحة، ولا زلنا متمترسين خلف هذه المواقف السياسية، لكن الفارق هو أن هناك وضع لبناني، واستقرار لبنان لا دخل له بما يحصل حولنا، لذلك علينا أن ننظر إلى مصلحة لبنان ونعمل على هذا الأساس.
سئل: هل هناك خطوط عريضة لطريقة التعامل هذه؟ وهل سيصار إلى تبني ورقة وزير الخارجية في هذا الخصوص؟
أجاب: هناك ورقة مشتركة بين وزير الخارجية ووزير الداخلية، وهي الورقة الأساسية التي تم العمل عليها في الحكومة السابقة. فقد تم التوافق على بعض الأمور التي كانت عالقة وهناك البعض الآخر من الأمور تعمل عليها اللجنة، وكالعادة إن شاء الله، الأمور التي كانت تحتاج لسنين للوصول إلى حل، سنتمكن في هذه الحكومة من إيجاد الحلول لها.
سئل: ما هو موقف الحكومة اللبنانية من الخلاف الأميركي الإيراني بشأن الاتفاق النووي؟
أجاب: لبنان بلد صغير جدا، وأنا واجبي كرئيس حكومة لبنان أن أجنبه أي أخطار، لذلك سأعمل لتجنيب لبنان أي أخطار. الموقف القائم اليوم هو بين الولايات المتحدة وإيران، فما الذي يقدمه لبنان أو يؤخره في هذا الموضوع؟ يجب علينا الحفاظ على استقرار لبنان وعلى هذا التوافق القائم في البلد وأن نعرف أن هذا التوافق هو لمصلحة لبنان. الموقف الأميركي واضح وصريح فيما يخص إيران ولا علاقة أو مساهمة لنا فيه، ويجب أن ننتظر ما الذي سيحصل في الأيام القادمة. لذلك أرى أن هذا الموضوع يستحق أن نجلس كحكومة وكدولة مع الأفرقاء السياسيين الآخرين للبحث في كيفية مقاربته. بالنسبة إلي، الحفاظ على هذا التوافق الحاصل في لبنان وعلى الاستقرار في البلد هو الأساس.
سئل: هل من الممكن تشكيل خلية أزمة من الأفرقاء السياسيين لمواجهة مثل هذه الأمور؟
أجاب: لدينا دائما خلية تتحاور ونعمل مع بعضنا البعض، لكني لا أسميها خلية أزمة لأننا لسنا في أزمة في مواجهة هذا الموضوع. الخلاف الحاصل اليوم هو بين هاتين الدولتين الكبيرتين وبرأيي أنه لا يجب علينا أن نتدخل.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك