في المدينة البقاعيّة المُتاخمة للحدود السوريّة، معلمٌ تاريخيٌّ يعود للعهد الروماني، هو أشبهُ بصرحٍ يُشكّل منارة ونقطة دليلٍ للمارّين في سهل البقاع. إنّه "قاموع الهرمل"، بناءٌ قديمٌ تتعدّد الروايات حول تاريخه وحول ما كان يحويه من كنوزٍ، ها هو اليوم في حالةٍ من الاهمال والنسيان الشديدين...
يرتفع قاموع الهرمل 26 متراً عن سطح الارض، وينقسم الى ثلاثة أقسامٍ مؤلّفة من مداميك من الحجر الصّخري، وهو عبارةٌ عن بناء واحدٍ فقط صلب جدّاً، خالٍ من أي منفذ الى داخله، إذ لا وجود لايّ نافذة أو باب فيه. يتميّز "القاموع" بلوحات فنية محفورة عليه، وبنقوش تعكس صوراً لوجوه بعض الملوك الرومان كما يشاع، كما تظهر عليه مشاهد صيدٍ برّي وخنازير وغزلان.
هذا المعلم "السياحي" الذي لا يعرف بوجوده عددٌ كبيرٌ من اللّبنانيّين، يتعرّض للتشويه من قبل بعض زوّاره الذين يعمدون على تغطية قسمه السّفلي بشعارات وكلمات وزخرفات وألوان متعدّدة شوّهت الى حدٍّ كبير هذا الصّرح الذي يفترض أن يكون بعهدة وزارتي السياحة والثقافة، وتحت جناح الحماية المؤمنة منهما ومن بلدية الهرمل لصونه والحفاظ عليه، وجعله مركزاّ يستقطب السيّاح والزوّار على مدار السّنة.
تُشاهدون في الصّور أعلاه "قاموع الهرمل" قبل التّشويه وبعده، ويافطة يتيمة لوزارة السياحة تستقبل الزّائرين من دون أيّ شرح لتاريخ هذا المعلم، ومن دون وجود أيّ عنصر أمن في المحلّة يراقب ما يتمّ فعله بهذا الصرح الاثري. فهل يتحرّك المسؤولون قبل أن يُشوّه "قاموع الهرمل" بالكامل؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك