اقام "حزب الله" احتفالا تكريميا لحسين طلال الزين في مجمع الامام الرضا في بلدة معركة الجنوبية، بحضور عدد من العلماء، الفاعليات والشخصيات، وحشد من الاهالي.
والقى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي كلمة في الاحتفال قال فيها: "إننا حين سلكنا هذا السبيل قد سلكناه من أجل الناس لا من أجل أحد آخر في هذا العالم، فعندما حررنا بلدنا، كان ذلك من أجل أنفسنا، لأنه لو لم نكن في خط المقاومة، لما كانت تحررت الأرض من الاحتلال الصهيوني، ونحن نكن المودة والحب والتحالف والمصير والمشترك إلى كل من وقف إلى جانبنا في تحرير أرضنا، ولكن بعض الدول التي تسمى شقيقة أو صديقة للبنان، لم تقدم له سوى التحريض الطائفي والعمل على بث ظروف استعادة الحرب الأهلية، ونحن من جهتنا نعمل في المقابل على أن يكون بلدنا موحدا ومحميا من العدوان الصهيوني والعدوان التكفيري، لأنه في عقيدتنا أن هذين العدوانين هما عدوان واحد، وبذلك تتحدث الوقائع الميدانية".
وتابع: "إننا استطعنا في سوريا من حيث المبدأ أن نهزم المشروع المعادي للمقاومة الذي كان يهدف إلى إسقاط سوريا، وأن نهزم من وراءه من الدول التي كانت وما زالت تغذيه، وبالتالي فإن العدو الذي رأى انهزامه في هذه المعركة، يقوم الآن في هذه المرحلة بالعمل على إطالة زمن المعارك الميدانية، لا سيما على الحدود السورية العراقية بهدف استنزاف المقاومة والجيش السوري وحلفائه، ونحن في حزب الله لدينا معطيات ملموسة وأدلة قاطعة على أن القوات الأميركية تقوم يوميا بدعم المجموعات التكفيرية في داعش عبر تقديم معلومات استخبارية وقصف جوي ونقل قوات من داعش بالمروحيات من منطقة إلى أخرى، وقد انخرطت المروحيات الأميركية في عمل مباشر مع داعش في الهجوم الأخير الذي شن على تلال بلدة القريتين لتمكينها من الوصول إلى هذه النقطة".
واضاف: "إن الأميركيين عبر قواتهم الميدانية وقواعدهم في سوريا التي تتجاوز بالعدد العشرة، يقدمون الدعم المباشر لداعش من أجل أن تطول المعركة الدائرة معها لحسم وجودها على الحدود العراقية السورية، وما تقوم به أميركا الآن، هو أنها تمنع بالتحرك الميداني المباشر الجيش السوري وحلفائه من حسم المعركة في دير الزور وباتجاه البوكمال بهدف الإبقاء على داعش بين سوريا والعراق، لا سيما وأنه ليس لداعش القدرة على مواجهتنا ومواجهة حلفائنا، وليس لديها لا المعلومات ولا التسليح الكافي ولا القدرة على نقل القوات، وبالتالي هناك معلومات أن من يقدم التسليح والتذخير والنقل والقصف هو القوات الأميركية على نحو مباشر، وهذه المعلومات موجودة لدى الجانب الروسي الذي قال من جهته إن القوات الأميركية لا تتصرف على النحو الذي يمكن من القضاء على داعش سريعا، وتفسير هذا الكلام نعرفه أن القوات الأميركية تريد أن تستخدم ما تبقى من داعش، لتخوض حرب استنزاف ضد محورنا".
وتابع: "إننا بعون الله كما كنا قادرين على هزيمة قوات المحور المعادي للمقاومة، سنكون قادرين على هزيمة داعش وإنهاء وجودها في هذه المنطقة القائمة بين سوريا والعراق، وسنحقق هذا الأمر، ولكن يجب أن نسمع موقفا أو تعليقا من أصحاب الأصوات التي تحدثت عن كيفية انتقال داعش إلى البوكمال، على الرعاية والدعم الأميركي المباشر لقوات داعش في تلك المنطقة، ونحن إذ نشير إلى هذا الأمر، فإننا نؤكد أن لدينا دليلا إضافيا على أن المعركة التي بدأت ضد العدو الصهيوني بسبب عدوانه، ما زالت مستمرة ولكن تتخذ تسميات مختلفة، حيث أن اسمها الآن الحرب مع المجموعات التكفيرية التي هي أدوات مباشرة للعدوان الصهيوني كما هي أدوات مباشرة للعدوان الأميركي".
وقال: "إن العدو الصهيوني كان وما زال ينظر بقلق كبير إلى انتصارنا في سوريا، ويعتبره أنه يشكل كارثة استراتيجية للكيان الصهيوني، وهو يعلن أن تمكن محور المقاومة من أن يفتتح طريقاً متصلاً من إيران إلى لبنان عبر سوريا والعراق، يشكل تهديدا لوجود الكيان الصهيوني، وعليه فإنه يعمل على إفشال محور المقاومة أو هزيمته أو إسقاط بعض مواقعه بغية تفكيك هذا المحور جغرافيا، فيحاولون تقسيم العراق وجعله أشلاء متناثرة يقاتل بعضها بعضا، فيسقط العراق من كونه أحد أعمدة هذا المحور، وفي لبنان تسعى أيضا الأدوات السعودية إلى تخريب الوضع في لبنان والتركيبة الطائفية السياسية فيه، بهدف جعل تقسيمه أمرا مطروحا على البساط مجددا، ولذلك فإننا في مواجهة السعي التقسيمي الصهيوني السعودي الذي ترعاه الإدارة الأميركية مباشرة، وأحيانا على نحو غير مباشر، قد أخذنا قرارنا في مواجهة هذه العملية والعدوان، فضلا عن مشروع التقسيم الصهيوني السعودي على جميع مستوياته".
وتابع: "إن الحفاظ على وحدة العراق كونه في موقع المقاومة هو أولوية لنا ولجميع حلفائنا، وهو أولوية لتركيا على سبيل المثال التي تعرف أن وحدتها الجغرافية السياسية والقومية مهددة إذا تمكنت الصهيونية من إقامة كيان صهيوني آخر في العراق كما أشار إليه الإمام الخامنئي، ففي سوريا قاتلنا التقسيم وأسقطنا الكثير من مناطقه وسنواصل إسقاط التقسيم هناك، وفي لبنان سنسقط التقسيم بمختلف محاولاته التي يطل بها، وفي طليعتها توطين النازحين السوريين. إن السعودية والكيان الصهيوني ومن ورائهما الإدارة الأميركية يسعون إلى توطين النازحين السوريين في لبنان، ولم تكن كلمة الرئيس الأميركي في الأمم المتحدة كلمة عابرة عن إعادة توطين، بل كانت واضحه في دعوته إلى توطين اللاجئين السوريين في البلدان التي تجاور سوريا، ولذلك انتضى فخامة الرئيس الجنرال العماد ميشال عون سيف الموقف، وأعلن بوضوح أن لبنان سيسقط أي محاولة لتوطين النازحين السوريين فيه، وبالتالي يجب أن يعلم اللبنانيون أن خطر توطين النازحين السوريين ليس خطرا مزعوما، بل هو خطر حقيقي، لأن هذا ما تعمل عليه الإدارة الأميركية وأوروبا التي تريد أن تتخلص من هاجس مليون ونصف مليون سوري مقيمين في لبنان يمكن أن يشكلوا في أية لحظة طوفانا بشريا يهاجر في اتجاهها عبر مياه البحر الأبيض المتوسط، ولذلك فإن مسؤوليتنا تكمن في أن نعمل على إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم، وعليه فإننا نقول لشركائنا في الحكومة، إذا كنتم حريصين كحرصنا على بقاء لبنان بماهيته وصيغته وتركيبته، فعليكم أن تعوا أهمية العمل على إعادة النازحين السوريين سريعا إلى بلادهم قبل أن يتحول وجودهم إلى أمر واقع لا يمكن بعد ذلك طرح إعادتهم إلى وطنهم، وها هي التجربة الفلسطينية أمام الجميع".
اضاف: "سعينا إلى تفاهم سياسي انتخب رئيس الجمهورية وشكل هذه الحكومة، وما زلنا حريصين على هذا التفاهم السياسي الذي نريد من خلاله أن نواجه الأخطار والتحديات التي تحدق بلبنان وتحيط به عن كثب، لا سيما الأزمات الاقتصادية فضلا عن الأزمات السياسية الوجودية، ونحن نريد لهذه الحكومة أن تكون فاعلة، وفي طليعة فعاليتها أن تحمي هذا البلد من المخاطر الوجودية التي تتهدده، فضلا عن التقسيم الذي يتخذ من التوطين مبررا له، فهذا أمر لا يمكن التهاون بشأنه، وبالتالي فإننا نقول إن للمجلس النيابي كما للحكومة دورا فاعلا في مواجهة الأخطار، ويجب أن يكون قادرا على أداء دوره عبر الاحتفاظ بصلاحياته كاملة دون مس من أجل أن يحافظ على الدستور الذي نص في مقدمه على رفض التوطين والتقسيم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك