غادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت متوجها الى روما، ثم الى الولايات المتحدة الاميركية، في زيارة رعوية تستمر حتى نهاية الشهر الحالي، يرافقه مدير مكتب الاعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي وليد غياض.
وسيستهل البطريرك الماروني زيارته الى روما، بافتتاح الجمعية العمومية لمجمع الكنائس الشرقية والتي تبدأ بلقاء مع قداسة البابا فرنسيس يعطي خلاله توجيهاته. بعد ذلك، ينتقل الى الولايات المتحدة تلبية لدعوة من أبرشيتي سيدة لبنان في لوس انجلوس ومار مارون في بروكلين، على أن يزور ديترويت وكاليفورنيا ولاس فيغاس تكريسا لكنيسة، إضافة الى بوسطن وواشنطن ونيويورك.
وكان في وداعه في صالون الشرف بالمطار، ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري، النائب البطريركي المطران بولس عبد الساتر، قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط، رئيس مكتب مخابرات جبل لبنان العميد كليمان سعد، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم والدكتور الياس صفير.
وقال البطريرك الماروني: "إن زياراتنا الرعوية لهاتين الابرشيتين هي الاولى، وهي مناسبة لتشديد الروابط مع اللبنانيين المنتشرين هناك. وكما هو معلوم، زياراتنا الرعوية الى الخارج لا تميز بين المسلمين والمسيحيين والطوائف الاخرى، فالجميع يفرح عندما يرى مسؤولا كنسيا أو سياسيا أو مدنيا يزوره".
وفي ما يتعلق بالنازحين السوريين، قال: "هذا الموضوع كبير جدا، وكما أصبح معلوما فإن لبنان لم يعد يتحمل هذا العدد منهم والذي يزداد حتى تجاوز مليونا و700 الف نازح، عدا عن عدد الولادات الذي يتراوح سنويا بين 30 و40 الف حالة".
أضاف: "لبنان في الاساس يعاني اقتصاديا ومعيشيا، في ظل هجرة مستمرة، ولم يعد في استطاعته تحمل المزيد من الاعباء، فقد تحملنا إنسانيا من دون أن نمنن أحدا. البلد يختنق اقتصاديا واجتماعيا، وهناك خطر كبير من استغلال النازحين سياسيا ومذهبيا من قبل منظمات إرهابية، ونخشى أن يكون على حساب لبنان".
وتابع: "السوريون لديهم تاريخ وحضارة وثقافة، ومن حقهم العودة الى أرضهم ووطنهم، فالانسان الذي لا وطن له هو يتيم ومشرد. ان الحل لأزمة النازحين ليس بالتوطين في بلد أو آخر انما بالعودة الى وطنهم، لان هناك من يريد هدم دولتهم التي لها تاريخها وثقافتها. لذلك، يجب التعاطي مع المعنيين بعودتهم، ومعرفة كيفية الفصل بين القضايا السياسية والاستراتيجية وبين القضايا الخطرة".
وإذ شدد على "ضرورة حل هذا الموضوع بكل الطرق المتاحة"، سأل: "من المعني بقضية العودة، أليس سوريا والمجتمع الدولي والامم المتحدة ومن يخوضون الحرب؟".
أما عن تأخير اعتماد سفير للبنان في الفاتيكان، فقال: "هذا الموضوع من اختصاص رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية".
ردا على سؤال، قال الراعي: "نحن دائما نتحدث عن لبنان بقيمته الايجابية التي هي أكبر من السلبيات، فهو بلد يتميز في العالم العربي بأنه يضم مسلمين ومسيحيين يعيشون بمساواة في الحقوق والواجبات. كما أنه الوحيد الذي يفصل بين الدين والدولة ويعتمد التنوع والتعددية الثقافية والدينية والاجتماعية، ودستوره يقوم على الديمقراطية والحريات العامة".
وقال: "علينا تصحيح أوضاعنا الداخلية وتفعيل الحوار. ومهما كبرت المشاكل في البلد فهو يستطيع أن يحلها".
وأكد دعمه "مشروع رئيس الجمهورية بأن يكون لبنان مركزا مهما لحوار الاديان والحضارات والثقافات، وهو كذلك". وقال: "على لبنان أن يأخذ موقفا حياديا من الصراعات الاقليمية والدولية ليتمكن من التزام القضايا العامة كالسلام والعدالة والانسان في العالم العربي. وبذلك، نهيىء القاعدة الاساسية لنكون مركزا للحوار، وهذا ما ندافع عنه لانه يمثل طبيعة لبنان وتاريخه".
وأوضح أن لقاءاته مع المسؤولين الاميركيين ستشمل الشخصيات في المناطق التي سيزورها، لافتا الى أنه لم يطلب موعدا للقاء الرئيس دونالد ترامب".
وشكر الراعي رئيس الجمهورية على "اهتمامه وإيفاد الوزير الخوري لتمثيله في وداعه".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك