هل باتت منطقة جبل محسن قبلة القوى والتيارات السياسية؟ وما هي الاسباب التي ادت الى تشرذم اصوات الناخبين بين قوى وتيارات متصارعة؟
من الوهلة الاولى يبدو المشهد السياسي في منطقة جبل محسن انه يشهد تغيرات جذرية في الانتماء السياسي نتيجة غياب قسري لرئيس الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد عن قاعدته الشعبية منذ اكثر من ثلاث سنوات، الامر الذي دفع ببعض الطامحين للوصول الى الندوة البرلمانية الى مد جسور مع قوى وتيارات سياسية تتنافس فيما بينها على استقطاب اصوات العلويين في الاستحقاق الانتخابي المقبل.
وتكشف مصادر في منطقة جبل محسن ان اكثر التيارات السياسية التي تحظى بشعبية واسعة في منطقة جبل محسن هو تيار "المردة" نتيجة العلاقات الثابتة القائمة بين رئيس التيار النائب سليمان فرنجية والرئيس السوري بشار الاسد.
لكن حسب المصادر نفسها أن "هذا المشهد قد لا يصمد طويلاً اثر دخول "التيار الوطني الحر" الى الحاضنة العلوية في جبل محسن ليشكل حالة تنافسية لحالة تيار "المردة" الشعبية في المنطقة، حيث استطاع "التيار الوطني الحر" في مدة وجيزة من سحب البساط من تحت اقدام تيار المردة وبات "الوطني الحر" يتمتع بشعبية واسعة بين العلويين وظهر ذلك في المهرجان الاخير الذي اقيم في منطقة البترون للتيار الوطني الحر حيث شارك قرابة 500 شخص واكثر في المهرجان".
وأشارت المصادر الى أن "قوى سياسية طرابلسية بارزة حطت رحالها منذ فترة في جبل محسن ساعية من خلال فتح مكاتب جديدة لها في اظهار قوتها الشعبية وابرز هذه القوى تيار الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق اشرف ريفي والوزير السابق محمد الصفدي اما الوزير السابق فيصل كرامي فما يزال محافظاعلى مؤيديه".
ويتابع المصدر إلى أن "تشتت اصوات العلويين في اي معركة انتخابية قادمة يكبد المزيد من الخسائر خصوصا وان الاستحقاق البلدي في العام الفائت كان دليلاً واضحاً حيث خرج جبل محسن الخاسر الاكبر في ذلك الاستحقاق الذي فقد فيه مقعدا في المجلس البلدي اضافة الى خسارة المقعد الاختياري فخرج جبل محسن خالي الوفاض من اي تمثيل لمنطقته".
وقالت المصادر أنه "في حال استمر المشهد على ما هو عليه فان النتيجة لن تكون مختلفة عن الاستحقاق البلدي رغم زحمة المرشحين". واعتبر أن "ما يحتاج اليه الجبل اليوم هو توحيد صفوفهم ومرشحهم لتحقيق الفوز في المعركة المقبلة وقال انه في حال حصل ذلك فان الصوت التفضيلي ينصف العلويين في هذه المعركة التي يفترض ان تكون مصيرية". ولفت الى أن "الحريصين على وحدة ابناء جبل محسن لا يمانعون في الانفتاح على قوى وتيارات سياسية مختلفة الاتجاهات لكن في الوقت عينه حريصون على حقوق ابناء الطائفة العلوية الاسلامية وهذا الامر يتطلب الاجماع في اختيار المرشح ضمانة وصوله الى الندوة البرلمانية. لكن مصادر اخرى ترى ان هذا الانفتاح على قوى وتيارات سياسية مختلفة لن يكون له اي تغيرعلى ارض الواقع طالما ان جبل محسن اليوم بدون رأس وقيادة سياسية واحدة تجمع ولا تفرق". ورأت المصادر أن "ليس غياب السلطة السياسية والحزبية يساهم في تشرذم جبل محسن وحسب بل كذلك عدم تعيين رئيس للمجلس الاسلامي العلوي بدلا عن الراحل الشيخ اسد عاصي مما يكشف عن مدى تخبط الطائفة الاسلامية العلوية وشتات اصواتها لذلك المطلوب من الغيورين على الطائفة العلوية بذل الجهود في توحيد صفوفهم وخياراتهم السياسية خاصة وان الساحة اللبنانية والمنطقة الاقليمية مقبلة الى استحقاقات مفصلية جدير بالطائفة الاسلامية العلوية مواجتها موحدة بقيادة دينية وسياسية"، حسب رأي المصادر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك