حصدت كأس سميرة توفيق في عام 1998 في برنامج "كأس النجوم"، وحقّقت بعدها شهرة واسعة باللون البدوي، لتغيب ثلاث سنوات وتعود بأغنية "ما فيش رجالة" المصرية. ترفض أن يقال إنها اختارت هذا العنوان لعودتها لأنّ اسمها وحده يكفي. حول هذه الأمور وغيرها، أجرت مجلة "سيدتي" حواراً مع الفنانة نيللي مقدسي.
لماذا غبت كلّ هذه الفترة؟
غبت حوالي 3 أعوام، ولا أحبّذ فكرة عدّ أيام غيابي، بل أشعر أن كلّ شيء في وقته جميل، لا سيما أننا في سباق مع الوقت. ويمكن القول إنها كانت فترة شبه منطقية ـ إذا صحّ القول ـ فكنت أحضّر لـ "سينغل" "ما في رجالة" ولألبوم غنائي.
ولكن في العادة يكون غياب الفنان مبرّراً أو يكون لديه نشاطات أخرى كإحياء الحفلات مثلاً؟
أنا لست من الأشخاص الذين يحبون إحياء الحفلات.
إذا، ماذا كنت تفعلين؟
كنت أحضر لعدد من الأعمال الجديدة التي ستبصر النور قريباً في الأسواق. ومن بعدها، سيكون لي ألبوم جديد لأغنيات قديمة قمت بإعادة تسجيلها وتوزيعها بشكل جديد.
هل ستخاطرين بطرح ألبوم غنائي كامل؟
من الممكن أن أجمع كلّ الأغنيات التي قدمتها على طريقة "سينغل"، بالإضافة إلى عدد من الأغنيات الجديدة، ثم طرحه في الأسواق.
ألا تعتبرين أن في الأمر مخاطرة؟
الألبوم لا يعتبر مخاطرة، بل من الممكن للأغنية أن تكون مخاطرة سواء أكانت منفردة أم لا. واليوم العمل الناجح سيفرض نفسه شئنا أم أبينا ذلك. بتنا في عصر لم يعد للألبوم فيه مكان، ومن الممكن أن تكون الأغنية تساوي ألبوماً.
هل فكرت بالاعتزال خلال فترة غيابك؟
(تضحك) لا لم أفكر في هذا الأمر بتاتاً، ومن المستحيل أن أقدم عليه، ولأنني لم أكن حاضرة في الوسائل الإعلامية ولم أقل للناس إنني أحضّر لأعمال جديدة، ظنّ البعض أنني اعتزلت. وفي حال قررت في يوم من الأيام أن أقلّص من إنتاجي الفني فسيكون بسبب الزواج.
هل قصدت عنوان "ما فيش رجالة" لأغنيتك لتثيري البلبلة حول عودتك وليأتي الإعلام على سيرتك؟
طوال الوقت يتمّ الكلام عني حتى في غيابي، ولا أنتظر أغنية لأصبح موضع اهتمام ـ بكلّ تواضع ـ أثبت على مرّ الوقت أنني فنانة متميزة. ولو كنت أريد الكلام عن نفسي لكنت بقيت في غيابي في ميدان السوشيال ميديا، وأنا جديدة في هذا المجال. وكان من الممكن أن أتكلم بأيّ شيء كي يبقى اسمي موجوداً. أحبّ أن يأتي الكلام حول فني حين أقرر ذلك، وعندما أغيب أغيب بمزاجي.
تزامن إطلاق أغنيتك مع موجة كليبات هابطة حصدت ملايين المشاهدات، فهل تميل الناس برأيك إلى الفن الهابط؟
لا أظن ذلك، فالفن منذ القدم ولغاية اليوم فيه الصحّ والخطأ. أنا اليوم لست مخوّلة لأن أتكلم عن أحد، لأن الناس لديها وعي كامل تجاه هذا الأمر. الغلط يحصد الكثير من المشاهدات، والصحّ أيضاً. ولكن الشطارة تكمن في أن تسير على الطريق الصحيح وتستطيع أن تجلب عدداً كبيراً من المشاهدات.
وقت حضورك على الساحة، كنت أنت إضافة إلى جوانا ملاح ومايا نصري، فلماذا اختفيتنّ فجأة في الوقت نفسه؟
(تضحك) "متفقين". لا أعلم ظروف كلّ واحدة ما هي. وللمرة الأخيرة أقول لم أبتعد، فمن يبتعد هو من يختفي من 10 سنوات وأكثر. ولو نسيت الناس من هي نيللي لما كان تذكّرني أحد، ولما كان تهافت الجميع لرؤية وسماع أغنيتي الجديدة. ما أريد قوله هو إنه لو لم أزرع محبّة لما كنت عندما طرحت هذه الأغنية حصدت حب الجمهور من دون أن ننسى أنه عمل جميل.
هل أنت واثقة أنّه عمل جميل؟
أنت قلت لي ذلك. (تضحك) وبرأيي قدّمت عملاً جميلاً.
يمكنك أن تحكمي على عملك؟
طبعاً.
هناك من لم يحبّ أغنيتك؟
هذا لا دخل له بالعمل. من الممكن أن يكون لديهم مشكلة شخصية مع مضمون الأغنية، ومن الممكن أن يكون ذوقهم مختلفاً من غيره من الأذواق. لكن الأكثرية أحبّوا العمل، وليس من الممكن أن نرضي كلّ الأذواق.
لماذا اخترت عودتك باللهجة المصرية؟
أتى العمل بالصدفة، وشعرت أنه سيقدّم لي شيئاً جديداً، وهذا هو التجدّد الذي انتظرته للعودة. ووقت غنّيت الأغنية البدوية لم أعد أجد فيها أيّ تجديد فراجعت حساباتي، ولم أسر حسب السوق. وفي النهاية، العمل الجيّد يفرض نفسه. واليوم، عندما لم أجد شيئاً جديداً هدأت اللعبة، وطرحت "ما فيش رجالة" التي لا يمكن إنكار أنها أغنية جميلة .
هل من الممكن للحب أن يؤثر في فن نيللي؟
الحب يأخذ نسبة قليلة من وقتك، ولكن لا يمكن أن يأخذ من إصرارك على المضي في الحياة، وليس هو السبب الذي أبعدني خلال الفترة السابقة.
لمن تسمعين من الفنانين والفنانات؟
أحبّ صوت الكبيرة سميرة توفيق وفهد بلان، وأحبّ من يملك رخامة في صوته، وأحبّ حسين الجسمي.
ألم تسمعي ألبوم اليسا؟
منشغلة بنفسي كون عملي تزامن مع إصدار ألبومها، ولكنني سأستمع إليه كي لا يتمّ فهمي بشكل سيئ، واليسا من الأصوات التي أحبها جداً .
هل من الممكن أن تغني نمط اليسا؟
غنيت من قبل "محتاجة ليك" و"انا والليل"، و"أخيراً" ليس هناك أحد مثل أحد، ولا يمكن لإليسا أن تغني مثلي، ولا أن أغني مثلها، فالتميّز هو أهمّ شيء في حياتنا.
ألم تفكّري في إصدار "ديو" مع سميرة توفيق؟
لا، بحياتي لم أفكّر في هذا الأمر مع احترامي لها. ولم أفكر بشكل عام بالديو، بل كنت أفكر قبل أيام في فكرة طرح ديو مع فنانة أخرى كون الفكرة لفتتني، وعندما أجد النص المناسب سأقوم بها.
ما رأيك بعودة الفنانة سميرة توفيق إلى الساحة؟
هذه يمكن أن نسميها عودة لأنّ سميرة توفيق لا تتكرّر وفن سميرة مميّز، ولا أحد يشبهها وهذه موهبة وليس كلّ العالم يملكون موهبة عميقة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك