لا يبرد الشوق إلا اللقاء... واللقاء مع وردة الجزائرية في اللحن والأغنية هو حتما قمة الطرب الآتي من صوت أميرته.
وردة فتوكي ولدت لأب جزائري وأم لبنانية في باريس، حيث بدأت في الحادية عشرة الغناء لرموز الطرب آنذاك، أم كلثوم وأسمهان قبل أن تعود إلى لبنان وتنتقل منه إلى مصر مصر حيث سرقت الأنظار.
استقرارها في القاهرة دفع الرئيس عبد الناصر إلى إضافة اسمها إلى قائمة النجوم الذين قدموا أوبريت الوطن الكبير، قبل أن تشتعل أزمة بينها وبين نظام عبد الناصر، تمنعها من دخول مصر لفترة طويلة.
زواجها الأول أرغمها على اعتزال الفن لكن طلب الرئيس الجزائري آنذاك هواري بومدين تقديم أغنية للاستقلال أعادها إلى الساحة الغنائية، بعد طلاقها من زوجها.
أما زواجها الثاني، فكان من بليغ حمدي الذي أثرى تاريخها وتاريخ العرب الموسيقي، بأهم الألحان.
بطولات وردة السينمائية كفيلة وحدها بالحديث عن نجاحها، من "أميرة العرب" إلى "حكايتي مع الزمان" مع كبار الممثلين.
أدرك كثيرون حينها أن وردة هي الخليفة الطبيعية لأم كلثوم، كما أن أغنية أوقاتي بتحلو كان من المفترض أن تكون لكوكب الشرق، لكن موتها نقل الأغنية لوردة.
وفي الطرب الشعبي، لا يختلف اثنان على أن صلاح الشرنوبي ووردة أعطيا المكتبة العربية ما كانت تتوق إليه.
قالت وردة إنها ستظل تغني حتى أنفاسها الأخيرة، وهكذا كان، قبل أن يتغلب عليها المرض في مطلع سبعينياتها. غابت وردة صحيح، لكن غفل على الزمن أن أمثالها لا يموتون... ورحيق الطرب إن فاح... من عبق وردة يسرق رائحته.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك