لم يكد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري يصل الى "بيت الوسط" عصر أمس حتى بدأ سلسلة لقاءات ومشاورات، ستشهد تصاعداً اليوم لتتوّج، على الأرجح، بلقاءٍ حاسم سيعقده مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، قبل سفر الأخير.
سقطت حتى الآن الشائعات الكثيرة التي أطلقت في الساعات الأخيرة، ومنها أنّ الحريري يتجه الى واشنطن لا الى بيروت، تماماً كما سقطت المعلومات عن لقاء سيعقده الحريري في السعوديّة مع ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. بات الحريري في بيروت وسبق مجيئه بيومٍ واحد رسالة بعث بها عبر "الواتساب" الى الوزير جبران باسيل، وفيها أنّ الأمور تسير وفق ما هو متفق عليه، وما من شَيْءٍ تغيّر.
أما الهدف المقبل لتحرّك الحريري فهو الحاجز الأخير أمام وصول العماد ميشال عون الى قصر بعبدا، أي بري الذي يطالب، كشرطٍ للقبول برئاسة عون، بسلسلة ضمانات سيكون الحريري أمام امتحان تلبيتها الصعب.
وتتضارب المعلومات داخل "المستقبل" بين قائل بأنّ الحريري لن يطلق أيّ موقف حاسم قبل التأكد من الرأي السعودي الصامت حتى الآن، ومؤكِّد بأن رئيس "المستقبل" سيعلن، الأربعاء على الأرجح، ترشيح عون ليصبح الأخير على مسافة انتخابيّة قريبة جدّاً من بعبدا.
وما يعزّز حظوظ وصول عون في جلسة ٣١ تشرين الأول، نيّة الأخير النزول مع نوّابه الى الجلسة في حال حصل على ترشيح الحريري، وهو تطوّر لافت يجعل من هذه الجلسة مناسبة مصيريّة سيتنافس فيها عون مع النائب سليمان فرنجيّة في أول استحقاق رئاسي بعد الطائف يشهد منافسة بين مرشّحَين من دون نتيجة محسومة تماماً، ولو أنّ حظوظ عون، في هذه الحالة، ستكون أكبر.
ويعني ذلك أيضاً أنّ جلسة ٣١ تشرين الأول ستكون شبيهة بجلسة ١٧ آب ١٩٧٠ التي انتهت بفوز سليمان فرنجيّة، الجدّ، برئاسة الجمهورية بفارق صوتٍ واحد.
فهل يعيد التاريخ نفسه، مع فارق أنّ الفائز في هذه الحالة سيكون اسمه ميشال عون؟ أم يتعرّض عون لخديعة كبرى تنهي يوم ٣١ تشرين بهزيمة أين منها هزيمة ١٣ تشرين؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك