هل تعلمين ماذا يعني أن تكوني فتاة "لبنانيّة"؟ هل تعلمين أنّ نساء العرب أجمع يعتبرنك القمّة في الثقافة والرقيّ والإبداع والجمال والذكاء؟ ولكن يبدو أنّ بعضاً من نسائنا لا يؤمن بهذه الحقيقة فتجلّين في برنامجٍ لبنانيّ بامتياز، يستضيف "نوعاً" معيّناً من فتيات لبنان لمواعدة شباب في برنامج ترفيهي. وأحبّ أن أنوّه، بدايةً، بأنّني لست ممّن يحاربون كل شيئ جديد، بل على العكس، لطالما كنت من محبّي البرامج الجريئة والجديدة والتي تتّسم بصفة "الفرديّة". ولكن عندما أصبحنا نتكلم عن الـ Babydoll الذي تلبسه الفتاة قبل أن تنام، وطريقة نومها عارية من كل شيئ، وحين تسأل الفتاة "عن صدرها" بسؤال مبطّن وتجيب بابتذال مريع بأنّها "مش لابسة"، فهنا اعذروني، ولو كان رأيي هامشيّاً ولن يسمعه أحد ربما، وإن كانت هذه البرنامج تزيد من نسبة المشاهدة والـRating ، ولكنّني لا أستطيع أن أسكت.
هل أصبحت فتياتنا بهذا السخف؟! هل الفراغ هو من يقودهنّ لتسويق أنفسهنّ بحركات مبتذلة وابتسامات فارغة ومضمون سطحي؟! لا أعلم لمَ العلاقات أصبحت معقّدة في أيامنا، والمواعدة باتت ربما أشبه بحلم "للبعض"، ولكن ما أراه على الشاشة كارثيّ ومخيف أكثر من لقب "العنوسة" الذي يعملن هؤلاء الفتيات على الهروب منه...
الحريّة الفرديّة والشخصيّة والجنسيّة هي قيم "أعبدها" و"أتنفّسها"، ولكن ما أراه ليس بالحريّة، لا بل هو تدنّي فكري وثقافي ولا يليق بهنّ قبل كل شيئ! وأصبحت لا أعلم هل أنعي البرامج التي تعرض؟ أم أنعي فنّ رولا يمّوت وميريام كلينك وريما ديب و...
وإن كانت هذه عيّنة عن أمهات المستقبل اللواتي سيربّين الأجيال القادمة، فلنترحّم على الملف الرئاسي، لأنّ فراغه أهون بكثير!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك