أكدت صحيفة "الراي" الكويتية أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وضع وفق دوائر مطلعة في بيروت أمام رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون مجموعة من العقبات لتفكيكها، بدت على طريقة "الماتريوشكا" الروسية، بحيث ان كل واحدة منها قد تستولد أخرى. فإلى جانب دعوته الى إنهاء مقاطعة الفريق العوني للحكومة وتفعيل عملها ووجوب المشاركة في جلسات التشريع للبرلمان بمعزل عن منطق إدراج قانون الانتخاب او عدمه على جدول الاعمال، فإن نصرالله كرّس ان الممر الإلزامي في الملف الرئاسي يبقى إنجاز تفاهُم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على غرار ما قال انه حصل بين عون والحريري، مع إضافة ان التفاهم يجب ان يشمل زعيم "المردة" النائب سليمان فرنجية (المتمسك بترشحه للرئاسة حتى النهاية) و"بقية الحلفاء".
ورغم تعاطي نصر الله مع حركة الحريري على انها في سياق "مسارٍ سياسي ايجابي في البلد"، فإن الدوائر المطلعة ترى ان تمسُّكه بمنطق "السلّة" التي ينادي بها بري باعتبار انها "مرشّحه الاساسي" للرئاسة والتي رسمت الكنيسة المارونية "خط اعتراض" بالصوت العالي عليها، يجعل الأمتار الأخيرة من السباق الذي يخوضه عون الى "القصر" مليئة بالحواجز، لاسيما وان بنود التفاهم الذي يدعو اليه رئس البرلمان يشمل الرئاسة الاولى والحكومة الجديدة رئيساً وتوازنات وبياناً وزارياً وتعيينات في مراكز حساسة وضوابط لإدارة السلطة وعناوين أخرى.
وفيما لفتت هذه الدوائر دعوة نصر الله للحريري الى إعلان تبني ترشيح عون ثم اعتباره ان هذا الاعلان "لن يقدّم او يؤخّر" بمعزل عن التفاهمات المطلوبة، فإنها أشارت الى أن أيّ انفتاح لزعيم "التيار الحر" على تفاهمات مع بري محفوفٌ بمخاوف من ان تؤدي اي تنازلات في هذا السياق، والتي لن تكون إلا في الإطار الاستراتيجي الذي يخدم محور 8 آذار، الى ابتعاد الحريري عن السير بخيار عون. حتى ان الدوائر نفسها تتساءل اذا كان كلام نصر الله سيساعد زعيم "المستقبل" على التعجيل في حسم إمكان دعم ترشيح عون او على العكس يعزّز رأي الداعين الى مزيد من التريث، علماً ان معلومات تشير الى ان "الجنرال" ينتظر لبدء المحادثات الجدية مع رئيس البرلمان، الذي يتصدّر حتى الساعة جبهة الممانعة لوصوله الى الرئاسة، ان يخرج الحريري بموقف علني بتأييده.
وفي أيّ حال، ترى الدوائر نفسها ان الزيارة التي بدأها الحريري للسعودية وربما تعقبها محطة في باريس، ستكون محورية في استكمال الصورة التي بدأ بتكوينها من موسكو عن آفاق المسار الجديد الذي أطلقه، وسط انطباعٍ بأن عون بات أمام مرحلة صعبة في ظلّ تطويقه بسلّة شروط من 8 آذار وصولاً الى تبرير نصر الله ملابسات عدم ضغط "حزب الله" على فرنجية للانسحاب.
ولاحظت هذ الدوائر ان بري في "ثنائيته الرئاسية" مع فرنجية يرفع منسوب الضغط على عون الى الحدود القصوى، وهو ما تبلور بوضوحٍ اول من امس، خلال استقباله زعيم "المردة" الذي اعلن انه "باقٍ وبريّ معاً في السراء والضراء".
وفيما يستعدّ بري للسفر الاسبوع المقبل الى جنيف للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي وهو ما اعتُبر مؤشراً الى صعوبة إنجاز تفاهمات كافية لانتخاب رئيسٍ في جلسة 31 الجاري، ترى الدوائر المطلعة ان "التيار الحر" الذي يستعدّ لـ "تمرين في الشارع" الاحد المقبل على طريق القصر الجمهوري، يقف بين مطرقة عدم القدرة على "حرق المراكب" مع اي طرف ولاسيما بري بعدما اعتبره "حزب الله" ممراً إجبارياً للرئاسة، وسندان عدم امكان المجازفة باندفاعة غير محسوبة لقلب الطاولة في الشارع فيما لم يتم نعي حظوظه، وسط اقتناع أوساط سياسية بأن أوان الافراج عن رئاسية لبنان لم يحن بعد ولن تدقّ ساعته أقلّه قبل انكشاف هوية الرئيس الأميركي المقبل وسياساته الجديدة حيال المنطقة مستشهدة بـ "زلة لسان" نصر الله في خطابه اول من امس وإشارته الى "الانتخابات الأميركية" بدل اللبنانية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك