رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد خلال المجلس العاشورائي المركزي لـ"حزب الله" في مجمع الإمام الحسين في مدينة صور، أن "كل ما يجري في المنطقة من استهداف لسوريا وحصار لإيران ومشكلات واضطرابات في المواقف السياسية بين بعض دول الخليج وإيران، هو بتحريك من الإدارة الأميركية لإبقاء المنطقة ضعيفة ومفككة، ولا سيما أنه قبل سنوات قليلة أتى الربيع العربي كما يسمونه، فهيأ الأرض من أجل أن يتصاعد التوتر إلى حد العنف، وأصبح المطلوب أن تسقط الدول وتتغير الأدوار، وتضعف المقاومة من خلال استنزافها، وما يجري في سوريا كله مرسوم ومدعوم ومخطط له من قبل الإدارة الأميركية".
وأشار إلى أن "الأميركيين هم الذين يوزعون الأدوار بين داعش وجبهة النصرة والمملكة السعودية، وهم الذين لا يريدون تسوية سياسية في سوريا، ويعطلون كل الجهود من أجل وقف إطلاق النار، لأنهم يريدون استنزاف القدرات والطاقات والجهود فيها، حتى إذا تعب الجميع، يأتون هم ليعيدوا ترسيم المشهد، ولكن لولا وعينا لهذا المخطط، لكان يمكن للكثيرين أن ينساقوا وراء اللعبة الأميركية، لأن الأميركيين لا يعرفون لا دينا ولا إنسانية، فهم الشيطان الأكبر، ويستخدمون الشياطين الصغار في منطقتنا من أجل محاربة الحق وأهله، وفي بعض الأحيان يضطرون لمعاقبة حلفائهم وأدواتهم، فيقصفون داعش، وأحيانا أخرى يمهدون الطريق لها من أجل شن هجوم على بعض المواقع كما حصل في دير الزور، وكذلك فإن الأميركيين اليوم قد فتحوا ملف معاقبة التورط السعودي في تفجير نيويورك، لأن المملكة العربية السعودية بات واضحا أنها ستنهزم في حربها باليمن، فأرسلوا لها التوصيات بأنه يجب أن يتوقف إطلاق النار في اليمن، ولكن الكيد والمكابرة يدفع السعوديين على الإصرار ومواصلة الحرب".
ولفت النائب رعد إلى أنه "عندما ارتكب العدو الإسرائيلي مجزرة قانا في العام 1996، قام العالم ولم يقعد، وأصبح الهدف هو تهدئة روع الناس في الجنوب ولبنان، ولا سيما وأن الدول الكبرى كانوا يعرفون أنه إذا فرض على المقاومة أن تخوض حرب استنزاف طويلة الأمد، فهذا الأمر سيضر بالأمن الإسرائيلي، وبالتالي راحوا يحتوون الموقف حفظا لأمن إسرائيل، بينما عندما ارتكب النظام السعودي بالأمس مجزرة بحق اليمنيين والتي راح ضحيتها أكثر من 700 شهيد، لم يحرك أحد ساكنا، لأن الأميركيين لا يخسرون شيئا".
وفي الشأن اللبناني، قال: "إن محاولات تجري من أجل إتمام الاستحقاقات الدستورية، وفي حال كانت النوايا صادقة، فترجمتها تكمن بتحقيق التفاهم بين كل المكونات، وبالتالي إذا أردنا أن يستقر الوضع في لبنان، وأن تتحقق الاستحقاقات وتنجز، ليس على الجميع إلا أن يعودوا إلى التفاهم في ما بينهم وبين كل المكونات اللبنانية، ويجب أن يعود المجلس النيابي للعمل كما عاد مجلس الوزراء، ونحن ماضون في بذل الجهد من أجل تحفيز اللبنانيين لملاقاة بعضهم البعض حتى نخرج من هذه الأزمة بأقل الخسائر وبأسرع وقت".
من جهة أخرى، رأى النائب رعد في المجلس العاشورائي في بلدة القصيبة أن "ما يجري في منطقتنا من طغيان عالمي تمثله الادارة الأميركية، وأن ما يحصل إنما يحصل بأيدي أدوات مرتزقة تتقرب إلى الولايات المتحدة الأميركية، فتقوم بتدمير بلادها وتخريب منطقتها وإضعاف جيوش هذه المنطقة ومصادرة القرار لأبناء هذه المنطقة".
وقال: "إن هؤلاء المرتزقة يزحفون على أعتاب البيت الأبيض الأميركي من أجل أن يحميهم في مواقعهم وسلطاتهم وإماراتهم. حتى جامعة الدول العربية لم يعد لها من فاعلية وتأثير، لأن القوم قد أذعنوا للارادة الأميركية الطاغية التي توزع الأدوار بين أدواتها، فترسم للسعودية دورها بمهاجمة الشعب اليمني وارتكاب المجازر واستباحة هذا الشعب وتدمير كل معالم الحضارة والبناء في اليمن وكل معالم الحياة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك