* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان":
وملاقاة لتحرك الحريري، تتحرك منسقة الأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، باتجاه موسكو وباريس وطهران والرياض، بعدما كانت شملت جولتها في بيروت الحريري و"حزب الله"، للاطلاع على ما توصلت اليه المساعي في الحراك الرئاسي.
وفيما كرر مستشار الرئيس بري علي حمدان ان رئيس المجلس لا يستهدف أي مرشح بعينه، مشددا على ان السلة تتوج بانتخابات رئاسة الجمهورية ولا يمكن انتاج ثنائيات، برز موقف للبطريرك الراعي، اعتبر فيه ان السلة تعري رئيس الجمهورية من صلاحياته، متسائلا: كيف يقبل أي مرشح التخلي عن مسؤولياته بفرض سلة شروط غير دستورية.
الشغور الرئاسي حذر منه المفتي دريان في كلمته لمناسبة حلول السنة الهجرية، مطالبا بعودة مجلس الوزراء للانعقاد، وعودة أركان هيئة الحوار إلى الطاولة، داعيا إلى دعم جهود الرئيس الحريري للوصول إلى انتخاب رئيس.
على أي حال، الرئيس سلام ينوي دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد يوم الخميس المقبل، وفق ما ذكرت صحيفة "الحياة". لكن حتى الساعة لم توجه أي دعوة.
وفي الملف السوري، المأساة في حلب على حالها. والجيش السوري يدعو المسلحين للخروج منها. فيما الجامعة العربية تعقد اجتماعا طارئا لبحث الأوضاع المتدهورة هناك.
المراوحة الرئاسية قابلتها معلومات عن نية لتحريك الجمود الحكومي، وعن توجه لدى الرئيس سلام لدعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد الخميس المقبل. حتى الآن المعلومات لم تتأكد، فثمة وزراء كشفوا للـ mtv وجود مثل هذا التوجه، في مقابل نفي وزراء آخرين الأمر.
مهما يكن، الثابت ان "التيار الوطني الحر" لن يشارك في الجلسة إذا انعقدت، لأن مصادره ذكرت للـ mtv ان لا شيء تغير بالنسبة إليه، لأن الميثاقية لا تحترم، ولأن الرئيس سلام ليس على مسافة واحدة من كل القوى السياسية.
السلة المطروحة تحوي بنود الحوار الوطني. العناوين واضحة لا تتحمل التأويل، بدءا برئاسة الجمهورية إلى الحكومة برئاستها وتشكيلتها، إلى قانون الانتخابات.
كرامة المسؤولين تتحقق بحل الأزمات العالقة، وملء الشغور الرئاسي، وفك قيود التعطيل عن المؤسسات وتسيير مصالح الناس، لا ترك المواطنين يواجهون وحدهم أزمات معيشية واقتصادية تتراكم يوما بعد يوم.
الحكومة مجددا إلى التفعيل، وبحسب معلومات الـ nbn، فإن الرئيس تمام سلام سيدعو مجلس الوزراء إلى الانعقاد الخميس المقبل، بعد تجميد اجتماعاته ثلاثة أسابيع.
في سوريا، تتراكم الإنجازات العسكرية، فترسم تطورات الميدان الحلبي معالم المرحلة المقبلة. الجيش تقدم نحو الأحياء الشرقية، لكنه ترك الباب مفتوحا للمسلحين: كل من يريد مغادرة المدينة سيكون آمنا بتعهد الجيشين السوري والروسي.
هجرات المسلحين نحو الشمال تتسع، لتطال ريف دمشق بعد تقدم الجيش في الغوطة ومحاصرة دوما التي رصد فيها توجه المسلحين نحو الموافقة على تسوية تكرر ما حصل في داريا.
الليلة يبدأ احياء هذه المناسبة الزاخمة بعبق الشهادة. ومن شواهدها في التاريخ والجغرافيا، انتصارات تتوالى في الأمة مرة بوجه احتلال ظالم غاصب، ومرة أخرى في صد الارهاب المتمدد اجراما وتقطيع أوصال في المنطقة.
تأتي أيام كربلاء هذا العام، وفيها يتأكد مجددا عظيم ما يصنعه الدم مقابل السيف، حفظا للأمة وحدود الأوطان سواء في فلسطين وسوريا والعراق واليمن المستفيق على مشهد عزة في بحر يلفظ العدوان، ذكر باستهداف "ساعر" الاسرائيلية ذات يوم من أيام تموز الانتصار.
وفي لبنان، انشغال مستمر بالسياسة يغطي على مآسي الأوضاع الانسانية والاقتصادية المتدهورة. وفي المشهد، انتظار لجني محصول اللقاءات التي أجراها رئيس حزب "المستقبل". وعلى ضفة "التيار الوطني الحر"، فإن الحريري نفسه هو من يفترض ان يحدد مآل الأمور بعد عودته من جولته الخارجية بين موسكو وانقرة ثم الرياض.
- ارتفاع منسوب الايجابية إلى مستوى لم يبلغه من قبل، قياسا على التجارب السابقة.
- تصاعد وتيرة المواقف المؤيدة لتحرك الرئيس الحريري الرئاسي، واعتبار ان هذا الحراك يشكل المقاربة الأكثر جدية وحيوية، بغض النظر عما حققه حتى الساعة.
- اعلان مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان دعمه لجهود الحريري، محذرا من ارتدادات وتداعيات سلبية في حال لم ينتخب رئيس.
- اعتماد الرئيس الحريري أسلوبا مغايرا ومقاربة مختلفة، في ما يخص اعلان خياره الرئاسي، مستعينا على قضاء حوائجه بالكتمان، ولأن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، فكيف إذا حصل الأمر بفارق عشرة أشهر.
- اصطدام السلة برفض مقربين من الرئيس الحريري، عبر عنه الوزير نهاد المشنوق، وبرفض من بكركي أعلن عنه البطريرك الراعي.
- توقع تنشيط الاتصالات الداخلية المواكبة لحركة الحريري الرئاسية، ما يفتح الباب أمام وقائع جديدة، بعد تفكيك عقد وازالة معوقات توصل إلى خواتيم لا تنتهي بانتخاب رئيس فحسب، بل تكون البداية لاعادة الاعتبار للدستور والميثاق والشراكة والوحدة الوطنية والوحدة المسيحية التي هي الممر الالزامي والمعبر الحقيقي للاستحقاق الرئاسي، كما اعلن رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في افتتاح مركز "التيار الوطني الحر" في دير القمر، فنحن لم نمد يدنا على صلاحيات ومواقع أحد كي تطلب منا الضمانات، بل نمد يدنا للمصالحة لاعلاء مصلحة الوطن.
كلام الكاردينال الراعي جاء ردا على ما صدر تباعا عن عين التينة، إما مباشرة أو مواربة. وكان الأكثر نفورا ما قاله سيد عين التينة: لا رئاسة إذا لم يتم الاتفاق على ما بعد الرئاسة.
بعد سقف الكاردينال الراعي، كيف سيرد الرئيس بري وأين؟. وإذا رفض أي مرشح منطق السلة، فهل يعمد رئيس المجلس إلى عرقلة الانتخابات، وهو المنوط به أن يوجه الدعوة إلى جلساتها؟.
في مطلق الأحوال، فإن ما بعد موقف بكركي اليوم ليس كما قبله. الكرة في ملعب عين التينة، فلننتظر كيف سترد.
بعيدا من هذا الملف، عاد ملف النفايات إلى الواجهة من زاوية اختفاء جبال مستحدثة منها، أحد هذه الجبال، جبل جل الديب وجبل جسر نهر الموت، كيف انشقت الأرض وابتلعتهما؟. المعنيان بهذا الملف لم يعطيا أجوبة شافية.
حركة الرئيس الحريري مستمرة، وهو يتوجه إلى موسكو بعد غد الثلاثاء، عقب جولة محلية شملت مختلف القوى، وهي حظيت بدعم ومباركة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان.
وفيما دعا المفتي دريان الحكومة للانعقاد مهما كان السبب، لفت الانتباه رفض البطريرك الراعي للسلة المطروحة التي اعتبرها تعري رئيس الجمهورية.
راعي المرشحين الموارنة، رفع البطاقة الحمراء في وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورمى حرم الكرامة على الذين تسول لهم ترشيحاتهم التنازل عن الصلاحيات. وسأل البطريرك بشارة الراعي: كيف يقبل أي مرشح للرئاسة الأولى، ذي كرامة وادراك لمسؤولياته، ان يعرى من مسؤولياته الدستورية، بفرض سلة شروط عليه غير دستورية، وان يحكم كأداة صماء؟.
سؤال طرحه الراعي على بري مواربة عبر المرشحين، فأصاب رئيس المجلس مباشرة، في عظة أحد لم يسبقه عليها أحد.
وبعد الضربة القاضية من بكركي لعين التينة، يجد بري نفسه أمام "سلة فاضية" تراكم الشروط على الرئيس قبل إنتخابه وتنهيه قبل ان يبدأ. وإذا كان كلام سيد بكركي ثقيلا على رئيس مجلس النواب، فإن رأي مدير جامعة الحكمة الأب كميل مبارك، ربما يصل إلى مسامعه لاسيما وان بري تلميذ حكمة أهلته استاذا.
ويقول مبارك إن السلة تعرقل إنتخاب الرئيس أو تأتي برئيس فاشل، سائلا: هل يرتضي بري أن يصل هو بسلة شروط؟. معتبرا ان المطروح يشكل أيضا عقبة في وجه سعد الحريري. وهذا كلام يصيب الهدف بدقة، إذ أن زعيم "المستقبل" لم يكن في حاجة إلى استفتاء الدول، واجراء جولة أفق من موسكو إلى أنقرة فالرياض وربما باريس، لو لم يضع الرئيس بري السلة أمام دواليب انتخاب عون.
لقد وجد الحريري نفسه مضطرا إلى زيارات تسول رئاسية على عواصم ضاغطة، كان في غنى عنها في ما لو سهل رئيس المجلس عملية الانتخاب ووافق من دون سلال.
وبصيغة ال"لو" أيضا كان بري والحريري وعموم أهالي الرئاسة، فاخروا بأنهم صنعوا للمرة الأولى رئيسا في لبنان من دون منة الصانعين الخارجيين. ولم يكونوا في حاجة لكلمة سر أو لمفاتيح اقليمية ودولية.
ومع انطلاق الحريري الثلاثاء في مساعيه السياسية، فإن ذلك لن يفتح الأبواب المغلقة هنا. وربما كان عليه اختصار رحلات الطيران، والسفر إلى الضاحية الجنوبية لأن "حزب الله" وحده اليوم من سيقنع رئيس المجلس بالتخلي عن تعبئة الفراغ بالسلة، ودفعه الى اللحاق بالمحدلة السياسية وصعود بوسطة الحل وليخيط "بغير هالسلة" لأنه سيبقى في المحطة وحده، فيما حليفه التاريخي وليد جنبلاط بدأ يترآى له الحل الرئاسي في متناول اليد، لاسيما وان زعيم الجبل هو أيضا عميد المواقف المتقلبة، وإذا كان في حلف واحد اليوم مع بري وفرنجية، فإنه غدا سيختار جبله الانتخابي المتنوع مسيحيا وسنيا.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك