شدد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع على "عدم وجود معادلات سحرية يختلط فيها الجيش والشعب والمقاومة كمن يقول بأن هناك معادلة سحرية تجتمع فيها الماء والنار والخشب اذ لا مكان على وجه الأرض التقى فيه منطقان: منطق المقاومة ومنطق الدولة في الوقت نفسه". وانتقد النقاش الدائر منذ شهرين حول ما اذا ستكون وزارة الداخلية من حصة رئيس الجمهورية او العماد ميشال عون، فنحن لا فرق لدينا من حصة من ستكون، لأن المهم ان يكون لدينا وزارة داخلية"، معرباً عن أسفه "حيال انفجار الوضع مؤخراً في سجن رومية".
واذ أوضح "ان النظام اللبناني ليس طائفياً"، شرح جعجع ان "سبب الفساد لا يعود الى ان رئيس الجمهورية مسيحي أو ان الرئاسة الثانية تعود للطائفة الشيعية في لبنان. فالمشكلة الرئيسية هي ان الناس تختار من طوائفها بعض الأشخاص ولكن قد لا يكون هؤلاء الاكثر كفاءةً والاقل فساداً. فأساس الفساد هو الشخص الفاسد بحدّ ذاته"، مستشهداً بقول البطريرك مار نصرالله بطرس صفير "يجب الغاء الطائفية من النفوس قبل النصوص"، وواصفاً "14 آذار بأكبر "مشغل" فعلي لإلغاء الطائفية على خلفية اختلاط الناس فيها من مختلف الطوائف والمذاهب والمناطق تحت مشروع سياسي واحد".
جعجع، وأمام الجامعة الشعبية لمنطقة جبيل تطرق الى مسألة الرهائن الاجانب السبع متسائلاً "هل كان هناك من يتصور بأننا في العام 2011 سنعود الى قضية الرهائن من جديد؟ فنحن لا زلنا مختلفين على جنس الملائكة ونتلهى في جدالات عقيمة حول الحصص والمراكز، من هنا أنا لا أحسد المواطن على ما يعانيه بل أتحسس معه وكأننا أصبحنا في برج بابل".
واذ رأى ان "المواطن اللبناني يحتاج الى دولة ووطن"، سأل "هل يُعقل اننا الى الآن لا نعرف أين هي حدودنا؟ فالبعض يرفض ترسيم حدودنا لنصبح وطن نهائي، المواطن يريد أن يعيش في وطن يفتخر به ويحمل جواز سفره عوض التفكير بالهجرة والبحث عن جنسية أخرى لأطفاله".
جعجع شدد على "ان ما يمنع قيام هذا الوطن الذي نريده هو وجود قوى خارج لبنان مستعدة ومتأهبة لأخذ نفوذ من الداخل بدعم قوى داخلية للأسف، اذ ان هناك فرقاء داخليين لا يهمهم لبنان كوطن بل وطنهم له مفهوم آخر هو كناية عن أمّة"، لافتاً الى انه "اذا ما استمعنا الى تصاريح الفرقاء الآخرين نستنتج ان وطنهم هو ما يسمونه هم مقاومة، بينما الدولة التي نسعى اليها كفكرة تصبح لديهم تفصيلاً صغيراً".
وأوضح ان "خطاب الفريق الآخر منذ عشر سنوات الى اليوم يدور حول ما يسمونه المقاومة بينما بالنسبة لنا لا يوجد شيء آخر الا الدولة بل هناك حزب، وهذا الحزب لا يحق له ان يكون هو الدولة. كما انه لا يهمه ان يخرب لبنان بل جلّ ما يعنيه هو بقاء المقاومة سليمة اي بقاء الحزب سليم، فهذا ليس حزباً في سبيل لبنان بل حزب يريد ان يكون لبنان في سبيله". وسأل "من قال اننا نقبل بمصادرة الشعب والوطن اللبناني لحماية حزب من الاحزاب اللبنانية؟ فعلى كل الاحزاب اللبنانية ان تعمل لحماية الدولة اللبنانية لأن الأساس هو الدولة وكل الباقي تفاصيل وليس الأساس الحزب ولو سمّى نفسه "مقاومة" وكل الباقي تفاصيل. وهذه هي مشكلتنا الجوهرية. ومن هنا يأتي المشروع السياسي لثورة الأرز 2 الذي ليس نكداً وعداءً وردة فعل أو أي شيء من هذا القبيل بل هو طرح واقعي فعلي كان يجب ان نبدأ به من قبل".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك