كتب جاد حيدر في موقع mtv:
قلّما شعر أبناء طائفة الموحدين الدروز في لبنان والعالم، بأنّهم أقلّية بين الطوائف الكبرى، فأينما حلّوا كان وقعهم كبيراً وتأثيرهم مدوّياً في كلّ زمان ومكان، وذلك يعود لعوامل عدّة قد يُعرف جزء منها ويبقى منها ما هو مجهول.
اليوم، تشهد الطائفة الدرزية تطوّرات لافتة على المستوى الديني، وذلك على خلفية اعتراض المرجع الروحي وأحد أركان الهيئة الروحية العليا للطائفة الشيخ أمين الصايغ على تلبيس "اللفة المكولسة" إلى الشيخ أمين مكارم من دون موافقته، وهي أرفع رمز ديني لدى أهل التوحيد، والتخلّي عن ارتداء لفّته تعبيراً عن اعتراضه.
بُذلت مساعٍ حثيثة في اليومين الأخيرين وتوّجت بزيارة من كبير مشايخ خلوات البياضة الشريفة الشيخ غالب قيس وشيخ عقل الطائفة المعيّن من قبل رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان وعدد كبير من أعيان ومرجعيات ومشايخ الطائفة الشيخ نصر الدين الغريب إلى المرجع الروحي الشيخ أمين الصايغ والمرجع الروحي الشيخ محمد العنداري بحضور أعيان ومشايخ من مختلف المناطق، أدّت إلى التخفيف من وطأة ما حصل وعودة الشيخ الصايغ عن قراره وارتداء لفّته المكولسة.
في الواقع، هي أزمة غير مسبوقة من حيث الشّكل والمضمون والأبعاد، وهي نتاج تداخل السياسة في الدين والعكس تماماً، إذ يبقى الحلّ بفصلهما عن بعضهما فصلاً تاماً ونهائياً، إلاّ أنّ هذا الواقع يحتّم على أبناء طائفة الأقليات في لبنان والمنطقة، طائفة الأقليات الكبيرة، بدورها ووقعها وتاريخها وجغرافيتها وزعاماتها ومشايخها، أن تتوحّد وتتعالى عن كلّ أزمة أو مشكلة، وتعمل على نبذ التفرقة ومحاسبة من يسعى إليها بين أبنائها، أيّاً كان!
يُعرَف على مرّ التاريخ أنّ مقتَل الأقليات تناحرها الداخلي وتقاتلها مع بعض، وصمودها وبقائها بوحدة موقفها وانفتاحها على الجميع، وفترة 2008-2018 من تاريخ الدروز الحديث خير دليل على هذا، وقد تكون من أفضل السّنوات التي مرّت على الجبل والدروز. فلعلّ القيادات الروحية تستطيع فعل ما عجزت القيادات السياسية عنه اليوم، وتوحّد الصفّ الديني تحت راية التوحيد الشّريف وقيمه، فحين يكون الجبل بخير يكون لبنان بخير.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك