زار الشيخ نصر الدين الغريب، المرجع الروحي الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ في بلدة شارون، بحضور كبير مشايخ خلوات البياضة الشريفة الشيخ أبو سهيل غالب قيس، ولفيف من المرجعيات والمشايخ الأجلاء من مناطق حاصبيا وراشيا والشوف وعاليه والمتن.
ولفت الغريب في كلمة له إلى أنه "لا يجب أن تفرّق السياسة بين رجال الدين المؤتمنين على جمع الإخوان وتوحيد الصف الداخلي الدرزي، رسالتنا دائماً هي الوحدة ونبذ الخلافات والتفرقة وأن نكون يداً بيد ونعمل من أجل لم شمل أهل الدين والموحدين من أجل مصلحة إخواننا والحفاظ على وجودنا في زمن باتت فيه طائفة الموحدين الدروز والتي كانت ركناً أساسياً في بناء هذا الوطن فأصبحت أمام خطر وجودي متهالك بعدما أوصلتنا الخلافات السياسية إلى ما وصلنا إليه اليوم وخسرنا الكثير من حقوقنا، مع التشديد على إحترامنا للزعامات السياسية وتقديرنا لدورهم تجاه الطائفة والوطن."
وأضاف: "ما حصل في الماضي قد مضى، ونحن اليوم علينا أن نبني على الحاضر ونعمل الصالح بما أوجبنا عليه ديننا وحكمتنا الشريفة ونطبق قولاً وفعلاً ركائزنا التوحيدية أولها سدق اللسان وثانيها حفظ الإخوان، ونلتفت إلى إخواننا ونتعاضد يداً بيد لمنع الخلافات والتفرقة والسعي للوقوف إلى جانب اهلنا في ظل هذه الأزمات التي أصابت وطننا والموحدين جزء لا يتجزأ ويعانون من نار هذه الأزمة الإقتصادية والإجتماعية، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يعيننا لعمل الخير والدفاع عن الحق والله ولي التوفيق".
من جهته، وجّه المرجع الروحي الشيخ أبو يوسف امين الصايغ كلمة أمام المشايخ، وقال متوجهاً إلى أبناء طائفة الموحدين الدروز: "لقد آثرت أن يكون اليوم لي حديث معكم، وذلك عن اعتقاد بأن الذي نحتاج إليه اليوم هو حديث القلب للقلب. وهو حديث لا بد أن يكون مفتوحاً وصريحاً ".
وأضاف: " قبل أن أبدأ الحديث، اسمحوا لي أن أسجل تقديري وامتناني ما حييت، لما بدر منكم من نصرة للحق وإعزاز لأمر الدين. حملتم القلب ما لا يحمل البدن والقلب يحمل لكم محبة في الله، وإن قصر عن القيام بواجبكم البدن. نزولا عند خاطركم الذي عدلت لأجله عن قرار كنت قد اتخذته بالعودة عن ارتداء العمامة المكولسة، على أثر المس بروحية هذا التاج. وأي شيء يصلح للحياة بعد نزع روحه؟! ولذا آثرت العودة عن ارتداء العمامة المكولسة. لكن المشايخ والإخوان، وأنتم في طليعتهم، طالبوني بالعودة عن القرار، ولم يكن أمامي غير أن أطيع نداء إخوان الصفا".
تابع الشيخ الصايغ: "رحم الله الماضي، وأعاذنا من الحاضر، وأجارنا من المستقبل. من الحق والواجب، ونحن أمام ما يجري في العالم من تغيرات، أن نبحث عن ملامح القابل من أيامنا، وأن نسأل ونراجع أنفسنا؛ على أي نحو نريد أن نكون؟ ومن الأمور التي ينبغي أن ندركها وأن نعي دلالاتها وعيا عميقا؛ أنه ليس بمقدور أي مجتمع أن يقوم إذا مزج السياسة بالدين. إننا نواجه خطرا لم يسبق لنا أن واجهناه من قبل. فطائفة الموحدين الدروز ضعفت، وتحولت إلى طائفة مهددة بالتفكك والتحلل، وهما نتيجة الفروقات الاجتماعية. ألا يحق لنا أن نسأل أين المؤسسات التي من شأنها التقليل من هذه الفروقات؟ وإلى متى غياب الذمة في إدارة الأوقاف؟. التفكك والتحلل هما أيضا نتيجة اختراق الصف الديني للأسف. فالذين لا يتقون عن إخوانهم وأبناء طائفتهم مصائب التفرقة التي ترهقهم، هم الذين لا يملكون وعيا سياسيا ولا خلقيا ولا يخشون الله. إنني كموحد درزي، متألم للعبث العقلي والخلقي، حيث لن يبقى لنا ما نقهر به الشرور والنزوات".
وختم: "أيها الاخوة، طيبوا نفوسكم وارفعوا رؤوسكم، نحن وإياكم في إنتظار القادم. لن يكون انطلاقا نحو المستقبل، إلا بمعيار نطاوله، هو سماء القيم التي تهدينا، كلما أريد لنا التيه".
بعد ذلك إنتقل الغريب إلى بلدة بعلشميه حيث التقى المرجع الروحي الشيخ أبو صالح محمد العنداري، وشدّد خلال اللقاء على أهمية الوحدة ونبذ الخلافات والجمع ما بين أهل الدين.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك