كتبت لارا يزبك في "المركزية":
لم يكن ينقص المشهد الداخلي الملبّد بألف أزمة وأزمة، منها السياسي والرئاسي والمعيشي والحياتي والاقتصادي، سوى توجّه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي نحو دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد، لتزيده قتامة واسودادا.
فبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، قرار ميقاتي هذا، الذي يبدو شبه محسوم، سيأتي ليصب الزيت على نار العلاقات المتوترة أصلا بين أطراف الداخل، ذلك انه سيثير عاصفة ردود واعتراضات سيما من قِبل القوى السياسية المعارِضة عموما والمسيحية خصوصا.
على اي حال، باكورة هذه المواقف صدرت عن التيار الوطني الحر الذي ذهب الى حد التلويح بتحريك الشارع.. فحتى قبل توجيه ميقاتي الدعوة المفترضة، اصدر "البرتقالي" امس بيانا جاء فيه "من الواضح أن رئيس حكومة تصريف الأعمال يمتنع عمدًا عن القيام بما يمكن للحكومة القيام به من ضمن صلاحياتها المحددة في الدستور. وبالمقابل فإنه يعدّ لمراسيم غير دستورية ويصدر قرارات غير شرعية بصلاحيات لا يمتلكها. ويترافق ذلك مع حملة سياسية مبرمجة تطالب بعقد جلسة لمجلس وزراء، خلافاً للدستور، بحجة تأمين الأموال للمتطلبات الاساسية، تحت طائلة اتهام من يرفض مخالفة الدستور بأنه سيكون في مواجهة مع الناس. ان التيار الوطني الحرّ لا يخضع لأي ابتزاز، وهو يرى ان الأولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية، لا ان تكون الامور كالعادة على نحو ما يخطط له. ويرى التيار ان الوزراء ومجلس النواب ملزمون في هذه المرحلة بالقيام بواجباتهم لحين انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة".
من جانبها، لا تبدو القوات بعيدة من الاعتراض على عقد الجلسة الوزارية لأن الحكومة وظيفتها تصريف الاعمال بالمعنى الضيق ويجب الا تجتمع الا للضرورات القصوى في ظل فراغ الكرسي الأول في البلاد، غير ان موقفها لا يشبه موقف التيار اليوم، بما ان لا وزراء لها في الحكومة.
انطلاقا من هنا، تشير المصادر الى ان وزراء الفريق البرتقالي وأولئك المحسوبين على رئيس الجمهورية يدرسون اليوم القرار الذي سيتخذون في حال دعا ميقاتي الى جلسة، وذلك بالتشاور مع رئيس التيار النائب جبران باسيل، علما ان تغريد اي وزير منهم منفردا خارج السرب، سيكون مكلفا له في المستقبل، اذ سينهي مشواره السياسي مع "الوطني الحر".
في المقابل، تشير المصادر الى ان ميقاتي مدعوما من رئيس مجلس النواب نبيه بري، مصرّ على عقد الجلسة سيما في ضوء حاجة "المستشفيات" الى اعتمادات، غير انه سيتواصل ايضا مع الصرح البطريركي في الكواليس للوقوف عند موقفه، ذلك ان الرجل بغنى اليوم عن اي "وجعة راس" طائفية الطابَع، تختم المصادر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك