استقبل رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، في دار المطرانية بطرابلس، وفدا نيابيا فرنسيا، ضم النواب: ساندرا بويل، أميليا لاكرافي، برنارد ديفلوسيل، وجروم نوري.
وبعد ترحيبه بالوفد الفرنسي، تحدث سويف فأشار إلى أن "الأزمة التي تمر بها البلاد غير مسبوقة"، وقال: "ما يهددنا اليوم هو محاولة تغيير الهوية اللبنانية التي عرفناها عبر التاريخ ، والمشكلة الأكبر هي في الفساد المستشري والاختلافات الكثيرة بين مختلف مكونات مجتمعنا اللبناني، الذي لم يتمكن حتى اليوم من القيام بمراجعة لتاريخه حتى يستخلص العبر ويحاول الانطلاق نحو المستقبل".
أضاف: "إن ثقافة التعددية في الوحدة ميزة أكيدة للبنان الذي نحب وصفة نتشاركها مع أوروبا عموما و فرنسا خصوصا، ولقاء اليوم هو تأكيد على مدى متانة علاقات الأخوة التي تجمع لبنان بفرنسا وعلى الصداقة الراسخة التي تجمع أبرشية طرابلس المارونية بدولة فرنسا".
ورأى أن "الوجود المسيحي في طرابلس، والماروني خصوصا، يشكل نسيجا طبيعيا ذات بعد تاريخي واجتماعي وتربوي في المدينة"، وقال: "إن المسيحيين في طرابلس ليسوا غرباء. كما أن المدينة ليست غريبة عن عاداتهم وتقاليدهم ورؤيتهم الوطنية، التي تتجسد من خلال تجربتهم التفاعلية في طرابلس، حيث الحوار يأخذ طابعا إنسانيا ويهدف إلى تعزيز المحبة وبناء السلام".
أضاف: "الحضور المسيحي في طرابلس يعزز مفهوم المواطنة من خلال العمل التربوي الذي يقدمه، فمدارسنا داخل المدينة وخارجها لا تميز بين مسلم ومسيحي، إنما تحتضن أكثر من 5000 طالب من غير المسيحيين الذين يشكلون غنى لمدارسنا وحضورنا وثقافتنا".
وأكد "مدى إيمانه بالبعد الاجتماعي للكنيسة"، وقال: "هذا ما تجسده أبرشية طرابلس المارونية، التي تحتضن منذ سنوات طويلة مؤسسة مار أنطونيوس الاجتماعية التي ترعى بمحبة وشغف مجموعة كبيرة من الأطفال اليتامى أو الأطفال الذين تمر عائلاتهم في مشاكل معينة".
وشكر لـ"الوفد حضوره واهتمامه"، معتبرا أن "العلم والمعرفة أكثر ما يجمع لبنان بفرنسا"، وقال: "قد تكون أبرشيتنا رائدة في هذا المجال، إذ تعزز دور مركز التنشئة الذي يضمه كرسي مار يعقوب التاريخي، والذي فتح أبوابه للعلم والمعرفة منذ القرن التاسع عشر".
وشكر أعضاء الوفد "المطران سويف"، مؤكدين أن "زيارتهم للبنان ولطرابلس خصوصا تأتي في سياق فهم الواقع اللبناني والأزمة الحالية التي يمر بها لبنان، إذ أنهم من خلال ما سيعاينوه قد يتمكنون من معرفة طبيعة العلاقات التي تربط اللبنانيين بعضهم ببعض والوضع الاجتماعي الحقيقي لمختلف المكونات اللبنانية".
وبعد انتهاء اللقاء، جال الوفد الفرنسي، برفقة سويف، في مدارس تابعة الأبرشية، حيث عقد لقاء مع الإدارة العامة لمدارس المطران الخيرية. كما كانت زيارة لمؤسسة مار أنطونيوس الاجتماعية في كفرفو وكرسي مار يعقوب التاريخي في كرمسدة، إضافة إلى معصرة الزيتون التابعة للأبرشية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك