كتب كبريال مراد في موقع mtv:
نعيش هذه الأيام تجارب واختبارات. قد يقول البعض إنها لا تختلف عما عايشه الآباء والأجداد من قبل. وقد تبدو لآخرين أشد قساوة مما سبق. لكنها، ومهما اختلفت توصيفاتها والنظرة إليها، تضع خطّاً فاصلاً بين مرحلة وأخرى، حتى لا نقول بين لبنان وآخر.
هي أزمة سياسية أم اقتصادية واجتماعية ومالية؟ هي هواجس أمنية أم مخاطر كيانية؟ هي شدّة وتزول؟ أم أن تداعياتها ستستمر لسنوات وسنوات؟ "رح تنذكر لما تنعاد" أم أنها ستستعاد بعد عقد أو أكثر؟
أسئلة من واقع التجارب اللبنانية، والمشاهد التي اعتقدنا أنها لن تتكرر، من خطوط التماس الى الطوابير… الى حكومة لا تجتمع. كلّها نتائج للأزمة الأكبر ومحورها أي لبنان نريد؟
فالحروب لم تعلّمنا مع أنها علّمت في نفوسنا وأجسادنا. انتهت خطوط التماس والمتاريس على الأرض ربما، لكنها تستمر في النفوس، وهي جاهزة لترتفع على الأرض، طالما أن المصارحة والمصالحة لم تحصلا، وأن الصفحة طويت على زغل، على الطريقة اللبنانية وأبرز معالمها "مسحها بدقني"…
لذلك، يبدو أن الوقت حان لجرس انذار، لمنبّه يعيدنا الى وعينا، بأنه "حلّنا نتعلم"، فننصرف الى حوار فعلي نطرح فيه الهواجس كلّها، من النظام، الى آخر خط تماس نفسي بين اللبناني واللبناني. نخلع عنّا الرواسب، لننطلق للأمام، والاّ سنبقى نسير في مكاننا، بينما العالم يتقدم من حولنا.
فلسنا وحدنا في هذا العالم، ولم يخلقنا الله ويكسر القالب. هناك دول كثيرة عانت ما عانيناه، ونجحت في تخطيه وانطلقت نحو القمر والمونديال… بينما نحن نتكاذب ونتصارع في الأحياء والزواريب.
في مسرحية "شي فاشل" لزياد الرحباني مشهد يقول "في أقمار اصطناعية عم بتصور هبلكن ليل نهار"…. فقد أضحكنا علينا العالم، والأفضل ألا نضحك على أنفسنا. فنقرر مجدداً أننا نريد أن نعيش معاً بتنوعنا واختلافاتنا، ولا نريدها أن تتحوّل الى خلافات. فلنتمتع بالشجاعة والارادة ولنحلم بالأفضل… حتى لا نبقى "شي فاشل".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك