كتب شادي هيلانة في "أخبار اليوم":
بدا لافتاً اليوم البيان الصادر عن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، اذ أثنوا على عمل المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، وتوجهوا الى الحكومة اللبنانية من جهة الحرص على سلامة القضاة والمحققين، كي يكملوا واجباتهم وينهوا التحقيق.
في السياق، يُفسر الموقف الاميركي المعوم للبيطار، بعد اضطرار الحزب إلى تهديد المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت، على لسان المسؤول الأمني فيه عن التنسيق والارتباط وفيق صفا، التي شكلت فضيحة مدوية كشفها صحافيان، تولى أحدهما نقل رسالة صفا إليه، عاد هو وأكدها ومفادها انه سيتم إزاحته بالقوة من تولي التحقيق نظراً إلى غضب الحزب منه.
وفي مناسبة هذا الكلام، من النموذج غير الراقي الذي قدمته قيادة "حزب الله"، ومن الممارسات الأمنية المظلمة بتاريخ الحزب، يتخوف المراقبون من انّ تنسحب على أدائه في السياسة داخل الحكومة الميقاتية، التي يريد أنّ تكون المؤسسة الدستورية التي تتولى وظيفة ثلاثية الأهداف.
اولاً، التغطية على المشتبهين في انفجار المرفأ وتوفير الملاذ الآمن لهم،
والثاني، تمثيل النظام الايراني بالكامل داخل الحكومة ما يعيق جلب المساعدات الخارجية،
أما الهدف الثالث فهو تقاسم المغانم والمكاسب السياسية، إن كان في التعيينات الإدارية والقضائية والسلك الدبلوماسي.
ومن المتوقع، من بعد بيان "جرعة الدعم" الكبيرة من قوى إقليمية لطارق البيطار، اذ انّ الحزب كلما فقد الحجة والمنطق السياسي في مواجهة الخصم لجأ الى تخوينه واتهامه بالعمالة لإسرائيل وورائها اميركا، وهذه اللازمة ما انفكوا يرددونها منذ نهاية حرب تموز وحتى اليوم، وكل المنابر تشهد على ذلك سواء عبر جيوشه الالكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، او عبر الحوار في الجلسات العامة للمجلس النيابي وفي خطابات السيد حسن نصرالله، ومؤتمراته الصحافية ومقابلاته التلفزيونية وحتى في المناسبات الدينية.
واعتبر مصدر سياسي بارز، انّ هذا البيان الصادر عن لجنة الشيوخ، بما يحمله من دلالات سياسية واضحة موجهة للداخل والخارج انّ البيطار باق محققاً عدلياً، وفي حديثه الى وكالة اخبار اليوم، قال: اذ ينبغي على الحزب، أن يقتنع بأنّ أسلوب التخوين والاتهام لن يوصل الى مكان لأن من كان بيته من زجاج عليه ألا يرشق الناس بالحجارة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك