كتبت كارول سلوم في "أخبار اليوم":
كان من الطبيعي أن تتم زيارة رئيس الوزراء وزير الدفاع الأردني بشير الخصاونة إلى بيروت وأن يتصدّر ملف استجرار الغاز المحادثات، على أن هذه الزيارة يمكن أن تندرج في إطار تدشين زيارات مسؤولين عرب وأجانب يرغبون في استطلاع الأجواء بعد تأليف حكومة جديدة في لبنان.
اكثر ما يريد هؤلاء الزوار معرفته أو التدقيق فيه هو كيفية مسار إنقاذ البلاد وفق البرنامج الذي أعدته الحكومة أو الأجندة التي ستطبق خلال عمر هذه الحكومة التي تترأسها شخصية لها علاقاتها الدولية المتشعبة. وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها التعاطي مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبمعنى آخر أنه أثناء ترؤسه الحكومة في عهد الرئيس ميشال سليمان نسج شبكة علاقات كبرى وما من مبالغة في القول أنه قام بذلك منذ فترة طويلة.
وفي قرارة نفس هؤلاء أن ميقاتي يملك القدرة على خلق الحلول في أوقات الشدة وتحضر إلى الأذهان فورا كيفية معالجته تمويل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري.
حتى الآن، هناك مؤشرات تدل عل وجود حركة خارجية في اتجاه لبنان كما أن هناك خارطة زيارات مماثلة لميقاتي إلى بعض الدول العربية وإن كانت ظروف قيامها لم تنضج بعد. اما بالنسبة إلى جولاته الأوروبية، فإنها قد تكون قيد البحث أيضا لكنها حاصلة.
وتقول مصادر مواكبة لوكالة "أخبار اليوم" إن الانهماك المحلي بعدد من الملفات التي تحمل الطابع الاجتماعي لن يعطل أي نية بالتحرك نحو عدد من الدول لترتيب العلاقات معها في إطار فتح قنوات، مع العلم ان هناك توجها لدى هذه الدول على التعاطي مع المؤسسات الدستورية ولاسيما الحكومة وفق البرنامج الذي وضعته.
وتلفت المصادر إلى أن المبدأ أضحى معلوما لكن ما من خسارة في خوض التجربة على قاعدة أن لبنان مؤمن بأهمية العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، معتبرة أن المياه لن تعود إلى مجاريها لكن تثبيت القاعدة السابقة والراسخة بصون هذه العلاقات مسألة أساسية، على أن عامل بناء الثقة يجب أن يكون سائدا.
وتقول أن الأولوية تكمن في تهيئة الأرضية المناسبة لأي خطوة في اتجاه هذه الدول إذ لا يراد أن يحكم عليها بالفشل المسبق خصوصا انه حتى الآن ما من شيء يوحي أن الوضع قابل للتغيير لجهة عودة الأمور إلى ما كانت عليه في السابق، مشيرة الى انه لا بد من انتظار بعض الوقت لأن الحكومة تحت المجهر العربي والدولي.
اما بالنسبة إلى الموفدين الذين قد يزورون لبنان، فإن المصادر تقول إن لبنان هو محور اهتمام وهناك ملفات تستدعي هذه الزيارات وتحمل عنوان "ذات الاهتمام المشترك"، مشيرة إلى أن هناك مسؤولين كبار أيضا سيحضرون وتجري ترتيبات في هذا المجال من قبل السلطات اللبنانية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك