صدر عن مطارنة طرابلس البيان الآتي:
"أبناءنا الأحباء،
إخوتنا في طرابلس والوطن،
تضامنًا مع ما يعيشه أهلنا في الجنوب ومع أطفال غزّة الشهداء وجميع الضحايا، نعلن أنّنا لن نتقبّل التهاني في دور مطرانيّاتنا بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة.
نؤكّد أنّ عيد الميلاد هو مناسبة، نعيش فيها التضامن، وهذه السنة عيوننا تشخص الى المشاهد المؤلمة من الأرض التي ولد فيها المخلص وهي مجازر تُدمي قلب الإنسانية. فالأرض التي تجسّد فيها من حمل سلام الله الى العالم، تفتقد اليوم الى السلام، والسماء التي امتلأت بأصوات الملائكة التي تمجد الله وتبشر بالرجاء الصالح لبني البشر، تضج فيها اليوم أصوات الحرب وآلات القتل والدمار.
آلاف الأطفال إنضمّوا الى أطفال بيت لحم الشهداء. آلاف الأبرياء يمتزج دمهم بدم هابيل البار، ولا يزال سواد الموت يجهد ليحجب عن البشرية غسق الحياة.
لذا، وفي خضمّ الأفق هذا الملبّد بالحزن والموت، جميعنا مدعوّون أن نتشبّث بإيماننا ونجدّد الرجاء بإلهٍ قديرٍ ينتصر على الظلم ويحقّق العدل السلام.
أمام هذا الواقع المؤلم، وبإيمان كبير منّا أنّ الصلاة تحدِث المعجزات، ندعو أبناءنا كما ذوي الإرادات الصالحة، الى المشاركة الفاعلة في الصلوات، والتساعيات، واللّقاءات الروحيّة والرعويّة، وتحويل هذا الزمن المقدّس الى وقفة تأمّل تعبيرًا عن تضامننا مع كل ضحية بريئة في هذا العالم.
أيّها الأحبّاء، نترجّى في عيد الميلاد هذا، أن يحمي الله وطننا الحبيب لبنان وأن يعيد السلام الى هذا الشرق المتألّم والعالم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك