كتبت نجوى أبي حيدر في "المركزية":
على مصراعيها فُتِحت خطوط التواصل بين قوى المعارضة الداعمة بقوة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، في اعقاب كشف ما وصفه حزب القوات اللبنانية بالمؤامرة المحبوكة بين الضاحية وعين التينة والسراي الحكومي، ومثلها الاتصالات مع سفراء الدول الكبرى التي اوصت بالتمديد للعماد عون خشية تفريغ القيادة على غرار سائر المواقع المسيحية. وما بينهما تحركت بكركي عبر اتصالات متسارعة مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي لقطع الطريق على السيناريو هذا، وسط ترقب لموقف يفترض ان يصدر عن سيدها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إن لم يلمس نية جدية بالتراجع عن الاتجاه اياه.
قد تنجح خطة محاصرة المؤامرة اذا ما احرج بطريرك الموارنة ولبنان الرئيسين بري وميقاتي وسحب من الاول تحديدا تطمينات بإقرار اقتراح تأجيل قائد الجيش في المجلس النيابي منعا للطعن، الا ان ذلك لا يمنع مجموعة تساؤلات تتبادر الى اذهان اللبنانيين حول اسباب ذهاب الرجلين الى تلبية رغبة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وهما في شكل خاص على عداوة معه وسجالاتهم النارية على مدى سنوات شاهدة على مدى الحقد الدفين الذي يحكم علاقة ثنائي بري- ميقاتي مع باسيل؟
تقول اوساط في المعارضة لـ"المركزية" ان اقصى امنيات الرجلين اغاظة باسيل لكثرة ما اكتويا بنيران "حقده" وهما حكما لا يرغبان بتحقيق ما يصبو اليه لجهة اسقاط ورقة قائد الجيش عسكريا ورئاسيا بإزاحته من الدرب عن طريق طعن يعده او اعده التيار، غير ان رغبتهما تلك لا تعلو فوق حاجب تمنيات حزب الله، وهنا بيت القصيد.
سيناريو الجلسة التشريعية وبعدها مباشرة الحكومية للإطاحة بفرص تأجيل تسريح القائد لم يخُطّه حكما لا بري ولا ميقاتي، انما حزب الله ، وقد نجح في اعداده باحتراف باعتبار انه بقي خلف الكواليس وبرأ في الوقت نفسه حليفيه ، ذلك ان ميقاتي وازاء احراجه امام المجتمع الدولي المُطالب بالتمديد يقول انا مددت في مجلس الوزراء واديت قسطي للعلى الا ان التيار الوطني الحر طعن "وما باليد حيلة"، في حين يبرر بري فعلته بأنه ادرج كل اقتراحات التمديد على جدول اعمال جلسة الخميس الا ان ميقاتي سبقه اليه وادرجه على قائمة جلسة الحكومة الجمعة. وعلى هذا الاساس يخرجان نفساهما "مثل الشعرة من العجين" ويبرئان ساحتهما امام الجميع
لكن لماذا يطيح الحزب بالقائد واين تكمن مصلحته؟ هل لمجرد ارضاء حليفه المسيحي بعدما سُرِب عنه انه سيفك نهائيا تحالف مار مخايل إن مدد الحزب لجوزف عون ام ثمة ما هو ابعد واعمق؟
تكشف المصادر هنا، ان عنوان المعركة بالنسبة للحزب لم يعد ارضاء باسيل او مخاصمته، ولئن كان الامر مدرجا في قائمة حساباته، بل ببساطة منع تنفيذ القرار 1701. كيف؟ باطاحة القائد الموثوق الى الحدود القصوى دوليا ومحليا والقادر وحده على الارجح، بفعل موجة الثقة المتراكمة والعارمة به، وخبرته الطويلة على تنفيذ القرارالموكل اليه فورا ونشر الجيش في منطقة عملياته، في حين ان اي مسؤول عسكري جديد على رأس المؤسسة العسكرية لا يمكن ان يضطلع بدور على هذا المستوى من الدقة والحساسية، وتاليا تفريغ القيادة لعرقلة تطبيق القرار، وهذا اقصى تمنيات الحزب ، بعدما بات طلب تنفيذه معمماً في الداخل والخارج وموضع ضغط دولي على السلطة اللبنانية .
هذا في ما يتصل بالقرار 1701 وعرقلة تطبيقه ، لكن الخشية الابعد، تختم المصادر، تكمن في تحقيق الهدف بشل المؤسسة العسكرية آخر معقل حصين في ما تبقى من الدولة اللبنانية ليصبح الاطباق عليها سهلا بوضع اليد على المؤسسة الامنية بعد وضعها خارج الخدمة ،وآنذاك على لبنان السلام.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك