كتب عمر الراسي في "أخبار اليوم":
على الرغم من ان المسار السياسي للوصول الى وقف اطلاق نار بين حماس واسرائيل قد انطلق، مع تمديد "الهدنة الانسانية"، الا ان مصدرا سياسيا واسع الاطلاع ابدى تخوفه من ان يكون لبنان خارج هذا المسار، اضافة الى العديد من العوامل التي تدفع الى القلق الداخلي على المستوى الامني.
وشرح المصدر، عبر وكالة "أخبار اليوم" انه بالنسبة الى جبهة الجنوب هناك نقزة لبنانية كبيرة، وتحديدا لدى حزب الله "غير المطمَئن".
واعتبر ان الحزب يدرك خطورة ما قد يترتب عليه وعلى البلد جراء اي حرب، علما ان الظروف راهنا اختلفت كثيرا عما كانت عليه في العام 2006، قائلا: صحيح ان استعدادات الحزب وجهوزيته واعداد صواريخه قد ارتفعت ولكن في المقابل ايضا الاجرام الاسرائيلي وقدراته النارية ارتفعت اضافة الى الضوء الاخضر الذي يحظى به من الغرب، حيث اصبح دون اي رادع.
واشار المصدر الى ان التحذيرات ما زالت تصل الى لبنان وكان آخرها من قبل الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الذي كرر رسالة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي زارت بيروت في 16 تشرين الاول الفائت وأبلغتها الى المسؤولين ومفادها: "ابذلوا ما في وسعكم لتفادي إنزلاق لبنان في دوامة الحرب". وشدد المصدر على ان الوضع راهنا اصعب بكثير من العام 2006 فاي حرب ستقضي على لبنان ككل.
واكد المصدر على ان هذا الخطر ما زال محدقا، ولا يمكن الجزم ان الحرب لن تحصل، قائلا: اكيد ان الاميركيين والايرانيين لا يريدون الحرب، لكن في المقابل هذه الحرب تناسب او هي لصالح رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على المستوى السياسي هو قد يعمل للاستفادة من البوارج وناقلات الطائرات الاميركية في شرقي المتوسط ... وهذا ما يدعو الى الخشية.
وتابع المصدر: حتى ولو لم تحصل الحرب، فالبلد منهك اقتصاديا وامنيا، وهذا ما ينعكس على قدرات الاجهزة الامنية في ضبط الوضع الداخلي من اي تفلت، مشيرا الى ان تراجع القدرات يطال ايضا المخابرات في الجيش اللبناني وفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي (وهما من افضل ما في لبنان على مستوى كشف الجريمة ولديهما امكانات كبيرة جدا)، لكن السؤال راهنا الى اي مدى تستطيع الصمود، لا سيما مع تراجع المصاريف السرية، ولو لا تجديد الولايات المتحدة بشكل دوري لـ software الخاص بهذه الاجهزة فانها لا تستطيع الاستمرار، مشددا على ان كافة القوى الامنية في لبنان "تعمل باللحم الحيّ"، بالتالي الخطر كبير جدا في الموضوع الامني.
واذ اعتبر المصدر انه حتى الآن لم يحصل التفلت، ولكن في حال حصل فلا يمكن لمه، هذا الى جانب ضغوط النزوح السوري، ختم: كل هذا يرفع من منسوب القلق، الى جانب عدم الاستقرار السياسي الذي يأخذ الى المزيد من التوترات.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك