كتبت ندى أيوب في "الأخبار":
في وقت كانت المقاومة تخوض معركةً عسكرية في وجه العدوان الإسرائيلي على الجبهة الجنوبية، أطلقت المؤسسات المعنيّة في حزب الله، وعلى رأسها «جهاد البناء»، عملية الكشف على الأضرار الناجمة عن العدوان، وبوشر دفعُ تعويضات في خضمّ المعركة، لدعم صمود من رغب مِن الأهالي بالبقاء في أرضه. وفيما تستكمل تشكيلات الحزب عملية الإحصاء، علمت «الأخبار» أن «تواصلاً باشر به المعنيون بالملف في الحزب مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للدفع في اتجاه لعب مؤسسات الدولة دورها في هذا المجال».وإلى جانب تدخّل الحزب في مختلف الميادين، الصحية والمعيشية والخدماتية، إن من خلال تأمين الرعاية الصحية للنازحين في أماكن تواجدهم عبر «الهيئة الصحية»، أو تقديم المعونات العينية لهم، تواصل فرق «جهاد البناء»، منذ ما قبل إعلان الهدنة الحالية في غزة، إحصاء الأضرار في المنطقة الممتدّة من الناقورة إلى شبعا، وما بينهما من بلدات على طول خط الجبهة البالغ نحو 100 كلم تقريباً من الحدود مع فلسطين المحتلة. وفي أولى النتائج المحسومة، تفيد المعلومات بأن «37 وحدة سكنية دُمّرت بشكلٍ كلي، و11 أخرى تعرّضت لحرائق وتُجري فِرَق هندسية متخصّصة عمليات فحصٍ لأساساتها لتقدير ما إذا كانت حالتها تسمح بترميمها أو إعادة بنائها». وفي النتائج غير النهائية، المرشّحة للتغيّر مع استكمال عمليات الكشف، تبيّن «تضرر نحو 1500 وحدة سكنية، تتفاوت الخسائر فيها من كسرٍ في الزجاج إلى سقوط جزئي للجدران».
المرحلة الأولى، من المسح ودفع التعويضات بدأت قبل الهدنة، في بلدات الخط الثاني، كمجدل زون وياطر وبيت ياحون وشقرا والطيري وكونين، لكي تتمكّن العائلات التي صمدت في قراها من إصلاح الأضرار اللاحقة بمنازلها والبقاء فيها. ومع دخول الهدنة حيّز التنفيذ، انطلق المسح في بلدات الحافة الأمامية، وهي لا تزال جارية، ومن ضمنها يارون، مروحين، الضهيرة، عيترون، مارون الرأس، ميس الجبل، بليدا، محيبيب، الخيام، حلتا، شبعا، برج الملوك، مرجعيون ورميش... فيما اتّضح أنّ عيتا الشعب كانت أكثر القرى تضرراً.
الحزب، وفق ما يؤكّد معنيون، «سيتكفّل بالتعويض عن كل ما يُصنّف في خانة الأضرار المباشرة في أي بلدة يطاولها العدوان بمعزل عن قربها أو بعدها عن الحدود»، انطلاقاً من «معايير واضحة»، نُظّمت على أساسها استمارة لكل منزلٍ «تضمّنت أدقّ التفاصيل التي لها علاقة بالأضرار». ولا تُستثنى من التعويضات دور العبادة المتضررة كالكنائس والمساجد والحسينيات. فيما يجري إعداد إحصاء بالسيارات المتضررة وبحقول المزروعات التي تضرّرت بفعل القصف الإسرائيلي. علماً أن هذا لا يعفي الحكومة من واجباتها بدفع تعويضات للمتضررين، سيّما أن التواصل قائم بين لبنان وبعض الدول لتقديم المساعدة، وأول المستجيبين كان الصين التي أبلغت لبنان رسمياً بأنّها ستقدّم هبة تُقدّر بمليون دولار.
ويرى الحزب في دعم أهالي البلدات الجنوبية «فعل مقاومة»، كما عبّر عنه النائب حسن فضل الله، قائلاً إن «تدعيم صمود أهلنا، هو جزء من معركتنا، ومن عمل المقاومة، التي ستقف إلى جانب الناس من مالها وإمكاناتها أياً يكن حجم التحديات».
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك