وصل بعد ظهر اليوم الى مبنى الطيران العام في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، على رأس وفد إيراني. واستقبله على أرض المطار عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" خليل حمدان ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، السفير الإيراني مجتبى أماني، النائبان ابراهيم الموسوي وأمين شري عن كتلة "الوفاء للمقاومة"، مديرة المراسم في وزارة الخارجية اللبنانية السفيرة عبير العلي، ممثل حركة "أمل" في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور صلاح فحص، عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" طلال حاطوم، ممثل حركة "حماس" في لبنان أحمد عبد الهادي ومحفوظ منور عن الجهاد الاسلامي.
وبعد استقبال الوزير الايراني والوفد المرافق كان لحمدان كلمة قال فيها: "باسم أخي رئيس مجلس النواب، رئيس حركة امل الرئيس نبيه بري ارحب بكم اجمل ترحيب في بلدكم الثاني لبنان، وانت ومن تمثلون تحملون هموم المظلومين والمستضعفين على مساحة العالم، وخصوصاً ما يعانيه الاخوة في غزة وعلى مساحة فلسطين ولبنان في مواجهة همجية صهيونية مدعومة من أنظمة استبدادية تمجد القتل والتدمير والتهجير، وسط سكوت مريب، بل متواطئ، واضح من تلك الانظمة التي تدعي زورا رفع شعارات الحرية والديمقراطية والانسانية والاخوة والمساواة، تلك الشعارات التي تقف عند حدود مصالح العدو الصهيوني حيث تتعطل كل القوانين الدولية ليمرر العدو الصهيوني أكثر من 1340 مجزرة في غزة العزة، وفي القطاع وفي لبنان وفي الشقيقة سوريا، حتى بات قتل الاطفال وحرقهم مباحا، واستهداف المستشفيات لم يعد خطأ بل هو ضمن مخطط عسكري معلن، وكذلك الكنائس والمساجد والمعابد، وحتى مراكز ايواء المظلومين الذين شردتهم الة الحرب والدمار الهمجية الاسرائيلية باتت شاهدة على غدر العدو الصهيوني ولو تحت راية الامم المتحدة، وحتى الصحافيين والاعلاميين لم يسلموا من الاستهداف الصهيوني المجرم".
وأضاف: "معالي الوزير، ليس غريبا على الجمهورية الاسلامية الايرانية ان تنتصر للمظلومين في مواجهة قوى الشر والطغيان، وان تقف في وجه (الغدة السرطانية) بتعبير الامام الخميني (قدس)، او (اسرائيل الشر المطلق) بتعبير الامام المغيب السيد موسى الصدر، لذلك في كل يوم يتأكد للاحرار ان المقاومة للدفاع عن الارض هي الخيار الصائب، ومجريات الاحداث تشهد على استهداف العدو الصهيوني للحجر والبشر. اننا من خلالكم نوجه تحية إعزاز وإكبار لسماحة مرشد الثورة الاسلامية الايرانية الامام السيد علي الخامنئي العزيز، ونحيي فيكم مواقفكم الرائدة على المستوى السياسي والديبلوماسي، وكل الدعم الذي تقدمونه للقضية الفلسطينية، وللشعوب المقاومة في كل مكان، لتبقى قضية فلسطين هي المكون الجمعي لجميع الاحرار في العالم".
وتابع: "ليس من غريب الصدف أن تتزامن زيارتكم الكريمة الى لبنان مع ذكرى عيد الاستقلال الذي يتأكد اكثر انه لا يصان الا بالوحدة الوطنية والالتفاف حول الجيش والمقاومة في مواجهة عدو صهيوني يستبيح كل المحرمات، وهو بالامس استهدف اعلاميين هما: فرح عمر وربيع المعماري من قناة الميادين ليمنع من كشف الاعلام بالصوت والصورة لزيف ادعاءاته، وتعرية جرائمه ومجازره بحق المدنيين والابرياء. مجددا اهلا وسهلا بكم".
ثم تحدث عبد الهادي، فقال: "كنا قد رحبنا بوزير الخارجية الإيرانية منذ بدء عملية الطوفان وبدء العدو الصهيوني ارتكابه للمجازر البشعة على وقع الضربة الكبيرة و الاستراتيجية التي تلقاها من المقاومة الفلسطينية وبالذات من كتائب القسام وفي الزيارة الاولى اوصل الوزير رسالة للعدو الصهيوني ومن يدعمه بوقوف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة. واستكمل جهده الدبلوماسي المشكور الى جانب قيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمواكبة حثيثة للفعل المقاوم من المقاومة الفلسطينية وبصمود شعبنا الفلسطيني".
وأضاف: "اليوم يأتي مرحبا به في وقت هام ولافت وقد سجلت المقاومة الفلسطينية انتصارات كبيرة على الاحتلال الصهيوني في مواجهة عدوانه البري الذي لن يحقق فيه اي انجاز ابدا، وايضا بعد صمود اسطوري لافت من شعبنا الفلسطيني بالرغم من المجازر غير المسبوقة التي ارتكبها العدو الصهيوني مدعوما من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الحاقد. انتصار المقاومة الفلسطينية وصمود شعبنا هو من اوصلونا الى مرحلة فرض هدنة على العدو الصهيوني ومن يدعمه تحققت فيها شروط المقاومة بهدف تخفيف المعاناة عن شعبنا ووقف العدوان الصهيوني عليه وسنبني على ذلك انتصارا كبيرا. وكل ذلك كان أيضا بدعم الحلفاء والمحور وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي قاد دبلوماسيوها وفي مقدمتهم وزير الخارجية بجهد كبير مواكب للفعل الفلسطيني. ونأمل ان تؤدي هذه الهدنة الى وقف العدوان بشكل نهائي وان يستثمر شعبنا انتصار معركة طوفان الأقصى والانتصارات الاخرى وينهي الحرب لصالح الشعب والقضية".
بدوره، تحدث الموسوي مرحباً بالوزير الايراني والوفد المرافق، وقال: "بمستوى الانتصار الذي أحدثته المقاومة وحركة حماس في السابع من تشرين الأول كان مستوى الاجرام الصهيوني على مستوى التدمير ولقد شهد العالم اي مستوى من القتل الذريع تمارسه آله الحرب الصهيونية برخصة مفتوحه من الإدارة الأميركية ومن دول الغرب وما يسمى بالمتحضر ولقد شهدنا قصف المستشفيات وسيارات الاسعاف وقتل الاطفال الخدج وقتل المدنيين واستهداف الإعلاميين مع علامات استفهام كثيرة!
واذا كانت اسرائيل تدعمها الولايات المتحدة وكل الغرب المتوحش لم تستطع خلال خمسة و اربعين يوما على إلحاق اي نوع من الهزيمة وتقديم اي نوع من الانجاز ضد قطاع غزة المحاصر منذ ما يزيد عن عشرين عاما ان تقدم انجازا وحيدا فهذا دليل ساطع على ما رفعناه من شعار له علاقة بالصبر و بالبصيرة".
وأضاف: "لقد كان الامر واضحا منذ البداية ولم يطرح احد في العالم شعارا شبيها لشعار الامام الخميني بأن اسرائيل غدة سرطانية ولم يطرح احد في هذا العالم شعارا شبيها لشعار الامام الصدر ان اسرائيل شر مطلق، وتلك شعارات جذرية تترسخ لدى كل الأجيال. وهذا النوع من الشعارات يحضنا على ان نمتلك هذه البصيرة وهذا الصبر الذي رايناه في غزة وهو ما ادى الى الهدنة بانتظار الانتظار الاكبر".
وتساءل "لماذا يستهدفون الاعلام والمراسلين؟ لماذا استهدفوا المصور عصام العبدالله قبل شهر ولماذا استهدفوا قناة الميادين وارتقى لنا شهيدان هما فرح عمر وربيع المعماري، ويرسلون التهديدات بالقتل لمراسلين اخرين منهم المراسل علي شعيب في تلفزيون المنار، لأنهم يخشون الإعلام، لأن العدو هو في مرحلة الخسارة والانهزام لأن العدو لم يستطع ان يقدم انجازا واحدا خاصة مع الانجازات العسكرية لحركة حماس على الأرض، ولان الاعلام اصبح شريكا اساسيا للمقاومين".
وتوجّه الى الوزير الايراني مرحباً به "في لبنان بلد المقاومة وبلد المعادلات الاساسية التي صمدت في وجه هذا العدو، ونحن نؤمن حقيقة ان هذا هو الموقع الطبيعي للجمهورية الإسلامية في ايران، ومنذ انتصار الثورة الاسلامية و في دستور الجمهورية موجود خدمة ودعم وحماية المستضعفين في اي مكان كانوا، وقد رأينا كيف ذهبت ايران الى اليوسنة و الهرسك ودعمت الشعب هناك وها هي تدعم الشعوب في فلسطين ولبنان وسوريا وفي كل مكان يوجد فيه اي مستضعف".
وأضاف: "نحن نحي هذه الارادة الصلبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ونحي حيوية الوزير حسين أمير عبد اللهيان ونأمل ان تكون زيارته المرة المقبلة للاحتفال بالنصر الكبير".
وكانت كلمة للوزير عبد اللهيان استهلها بتوجيه التهنئة الى الشعب والجيش اللبناني والحكومة اللبنانية بالعيد الوطني في لبنان، وشكر وزارة الخارجية على حسن الاستقبال كذلك حركة أمل وحزب الله وحماس والجهاد الاسلامي وكل المديرين في المؤسسات اللبنانية والايرانية، وقال: "أود أن أترحم على أرواح شهداء فلسطين ولبنان والمقاومة والشهداء المراسلين بمن فيهم فرح عمر وربيع معماري من قناة الميادين، كما أرحب الوزير الايراني بالسيد الطبطائي ممثل مكتب قائد الثورة الإسلامية في لبنان على حضوره".
وأضاف: "من دون أدنى شك فإن مرور ستة أسابيع من المقاومة البطولية للفلسطينين أثبت أن الوقت ليس لصالح الكيان الاسرائيلي المصطنع. ستة أسابيع من المقاومة في غزة أثبتت بأن الخاسر القطعي للرأي العام العالمي هم أميركا والكيان الصهيوني. ولا يوجد أدنى شك بأن الشعب الفلسطيني هو من سيقرّر مستقبل فلسطين. نحن سمعنا من قادة المقاومة في المنطقة فإن الأيادي ستكون على الزناد حتى استيفاء الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني وحتى وصول الكفاح و النضال ضد الاحتلال في المنطقة الى نتيجة. نحن متواجدون هنا اليوم في بيروت من أجل إجراء محادثات مع السلطات العليا في لبنان بخصوص كيفية تحقق الأمن الأقصى في المنطقة وأيضا استيفاء الحقوق للفلسطينين".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك