عقد المؤتمر الأوّل لأورام أمراض الدم الخبيثة للشرق الاوسط وشمال افريقيا في المكتبة الوطنية بيروت التي فتحت ابوابها للمرة الأولى لاستقبال هذا النوع من المؤتمرات العلمية، برعاية وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الابيض، وحضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى، عمداء كليات طب واطباء اختصاصيين من العالم العربي ولبنان.
قدمت للمؤتمر الاعلامية رلى صفا، وتحدث فيه رئيس المؤتمر الاختصاصي في اورام الدم الدكتور احمد إبراهيم الذي قال: "هذا المؤتمر حجر مهم في أساس بيت عظيم سنبنيه ونحافظ عليه لسنوات. لأول مرة هذه الجمعية ساهمت وقبلت بهذا المؤتمر ودعمته".
وعرض لدور الجمعية الام في الولايات المتحدة ودور البروفسور هاغوب قنطرجيان رأس مركز علاج اللوكيميا في الـ"ام دي اندرسن" العريقة، وشكر "كل من ساهم في نجاح هذا اللقاء العلمي، الذي شارك فيه نحو 25 طبيبا أتو من اميركا وأوروبا ليتداولوا خبراتهم في شؤون امراض الدم الخبيثة وعلاجها، والشؤون اليومية لمتابعتها، وأيضا من سوريا عمان الأردن تركيا مصر المغرب الجزائر العراق، وتفاعل لبنان الغترب مع لبنان المقيم".
وأكد أن "المؤتمر حجر لانطلاقة كبيرة في المنطقة".
بدوره، تحدث رئيس الجمعية اللبنانية لأمراض ونقل الدم الدكتور علي طاهر عن أهمية انعقاد المؤتمر في المكتبة الوطنية في بيروت، "المدينة التي قالت عنها ناديا التويني، التي تملأ كتبها رفوف المكتبة، ماتت الاف المرّات وولدت الاف المرات مجددا، وهذا يشبه المكان الموجودون فيه، هذه المكتبة التي تم تدميرها خلال الحرب، وهي تقف على الرغم من التحديات".
وعبر عن فخره بإقامة هذا المؤتمر ومشاركة العلماء فيه من كل انحاء العالم، "فالموجودون يعكسون المثابرة وقيم تبادل الأفكار لخدمة افضل للمرضى ومجتمعنا ومنطقتنا".
وشكر الجميع على "جهودهم لا سيما القيمين على البحوث العلمية حين شحت مصادر التمويل، وشغفهم للعمل الذين يقومون فيه ولصمودهم".
وأبدى سروره برؤية "بيروت مجددا بمجدها تجمع قادة في مجال سرطانات الدم من"ام دي اندرسن" ويايل وجامعة جنوب فلوريدا ومن جامعات أوروبية."
من جهتها، تحدثت نقيبة الممرضات الدكتورة ريما ساسين قازان عن حق المرضى في تلقي العلاج والتخفيف من الامهم، خصوصا في ظل "الأوضاع الصحية غير المستقرة نتيجة عدم الاستقرار الاقتصادي والمالي والأزمات التي عصفت بالوطن منذ عدة سنوات وتركت تداعياتها على كل المجتمع اللبناني، بعد ان كان المواطن اللبناني يتغنى بقطاعه الصحي والاستشفائي اصبح متروكا لمصيره لا استشفاء ولا دواء ومعظم المرضى اضحوا في دائرة الخطر وخصوصا مرضى السرطان والامراض المزمنة والوضع الإنساني اصبح على شفير الهاوية".
وأشارت الى ازمة الدواء التي زادت من معاناة المرضى، وقالت: "ان الصحة هي أولوية وما نخسره بالصحة لا يمكن تعويضه. ان معاناة مرضانا ووجعهم يجب ان تكون مسؤولية مشتركة يحملها الجميع".
وعرضت للصعوبات التي تواجهها الممرضات والممرضون، خصوصا حين "يصبحون مرضى حيث لا تأمين صحي ولا استشفاء لائق في ظل تدني رواتبهم".
وقال ممثل نقيب اطباء الشمال الدكتور جان الشيخ: "ان مرضى سرطان الدم يعانون اشد الازمات واصعبها في تاريخ لبنان والوطن العربي".
اضاف: "لقد رأينا الكثير من التقدم في الأبحاث والتحول من العلاجات الكيميائية المضرة بالمريض على الصعيد النفسي والاجتماعي والجسدي والعائلي والتوجه نحو العلاجات المناعية الموجهة، والحديثة ضمن هندسة مناعية متطورة وهذا الانتقال النوعي في تحديد الامراض وخصائصها بشكل جيني والكشف المبكر عنها لا يجب ان يكون بدون ان يتمكن المريض من الحصول على العلاجات، لأن الحصول عليها صعب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة".
وشدد على أن "التغطية الصحية هي حق من حقوق أي مواطن. "
وتحدثت ممثلة نقيب الاطباء في بيروت الدكتورة غنوى دقدوقي عن نقص الادوية والانحدار السريع في القدرة الشرائية للمواطن، الذي لا يشتري الدواء ويقنن في الغذاء ولا يذهب لزيارة الطبيب ولا يحضر الى المستشفى الا عند التقاط أنفاسه الأخيرة، اندحار متسارع في قدرة المؤسسات الصحية على تقديم الخدمات الطبية، نقص في العناصر الطبية القادرة على مساعدة المريض من تقنيين وممرضين وأطباء لا سيما الأطباء الاختصاصيين في طب جراحة القلب وطب الأورام لدى الأطفال، هؤلاء الأطفال الذين يشكلون مستقبل الأوطان".
بدوره، قال وزير الثقافة: "إن إقامة هذه الفاعلية في لبنان له ما له من المدلولات، أهمّها اصرار بلدنا وأبنائه ومنهم الدكتور أحمد ابرهيم، على استعادة الدور الريادي في الثقافة الطبية كما في مجالَي التحديث والأبحاث وهذا إن دلَّ على شيء فعلى ضرورة تشابك الخبرات والمهارات وتعاونها وخلق شبكة تواصل في ما بينها والاستفادة من الأفكار والمقاربات والتقنيات الجديدة والمبتكرة والاطّلاع على آخر وسائل العلاج ما يدفع إلى تطوير المهارات التي يجب أن تتحلّى بها الطواقم الطبية والتمريضية والصيدلانية بما يخدم حياة الإنسان أولا وأخيرا".
أضاف: "إن الثقافة تعمل بالوقود نفسه، وهو وقود التعاون والتكامل بين القطاعات كافةً، ومن دونه تتحول الثقافة الى اجترار للمعلومات والأفكار المعلّبة، وما تفعلونه اليوم هو تحدٍ كبير يتمثل بالجرأة على التطوير، وبالمبادرة لتغيير أنماط حياتكم المهنية، وهو بالتالي تدريب العقل والإداء على الجديد والمستجد. مع انعقاد هذه الفاعلية في بيروت نأمل بتكريس بلدنا من جديد مشفى الشرق الأوسط كما بإطلاق دينامية معاكسة لهجرة الكفاءات الى خارج لبنان خصوصًا من المتخرجين حديثًا من كليات الطب والصيدلية".
أما وزير الصحة فقال: "إن التحدي الذي يمثله السرطان لعالمنا هائل. ومع ذلك، هنا في لبنان، حتى في مواجهة الشدائد المتعددة، أظهر قطاعنا الصحي مرونة لا مثيل لها. هذه المرونة ليست مؤسسية فحسب، بل إنها شخصية بعمق، وهي منسوجة في روح كل متخصص في الرعاية الصحية اختار محاربة هذا الخصم الهائل".
اضاف: "في إطار التزامنا الثابت بهذه القضية، أطلقت وزارة الصحة العامة بكل فخر الخطة الوطنية لمكافحة السرطان في تموز 2023. وهي خطة حكيمة تمثل إجابتنا على العديد من التحديات المعقدة التي يفرضها مرض السرطان، وتهدف إلى إنشاء نظام بيئي شامل للوقاية والبحوث والرعاية والشفاء".
وتابع: "مع ذلك، لا يمكننا أن ننكر التحديات التي تلوح في الأفق، خاصة في مجال الأورام الدموية الخبيثة. إن تعقيدات توفير الأدوية المبتكرة لمرضى السرطان في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل متعددة. غالبًا ما تتقاطع القيود المالية وإمكانية الوصول المحدودة والمشهد البحثي المتطور، مما يتطلب أقصى جهد من أنظمتنا ومحترفينا".
وختم: "لا يصبح تحديد أولويات الموارد مجرد استراتيجية بل ضرورة، مما يضمن أن كل دولار يتم إنفاقه يترجم إلى تأثير ملموس يغير حياة مرضانا".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك