كتبت لارا يزبك في "المركزية":
لا يزال الموقف الدولي من النزوح السوري، على حاله. في الساعات الماضية، قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ، إن بلاده "لا تعتبر أن الظروف اليوم مؤاتية لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم لكنها لا تقبل بوضعهم في لبنان".
وقال إن واشنطن "تشكر لبنان دولة وشعبا على استضافتهم اللاجئين السوريين لسنوات طويلة، وعلينا مع الأمم المتحدة والدول الأخرى تقديم الدعم المالي للبنان بسبب تحمله هذه الأعباء لفترة طويلة". وبينما أكد أنه "يجب البحث عن حل لأزمة النزوح السوري"، شدد على أن "الولايات المتحدة لا تعتبر أن الظروف اليوم مؤاتية لعودتهم إلى بلادهم لكنها لا تقبل في الوقت عينه، بالأوضاع الراهنة في لبنان".
في المقابل، الجمود الرسمي والإحجام عن اي خطوة عملية لمعالجة هذه الظاهرة الآخذة في التمدد في شكل مخيف، ايضا على حالهما. صحيح ان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب اتصل بنظيره السوري فيصل المقداد هاتفيا في 13 الجاري قبل ان يتفق معه، بعد تواصل بينهما في نيويورك، على ان يتخابرا مجددا لتحديد موعد "للقائنا في سوريا، لبحث أزمة النّزوح"، كما اعلن بوحبيب نفسه.. غير ان الزيارة لم تحصل بعد، كما ان ثمة تشكيكا قويا في جدواها، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، علما ان في الوقت الضائع هذا، حركةُ النزوح غير الشرعي نشيطة جدا من سوريا الى لبنان، من الشمال والبقاع.
بحسب المصادر، اذا كانت الخطة اللبنانية لمواجهة النزوح في موجاته المتجددة، تقوم على التنسيق مع الجانب السوري، فإن نتائجها قد تكون صفرا، الا اذا... فحتى الساعة، من المؤكد وفق معطيات مِن اكثر من مصدر محلي ودولي، أن الجيش السوري يسهّل عبور السوريين الى لبنان، خاصة وان معظم هؤلاء آتون من تركيا. اي انهم نزحوا اليها منذ سنوات، قبل ان تقرر انقرة اليوم، ان تبدأ عملية اعادتهم الى بلادهم. فما كان من النظام، الذي لا يريدهم اصلا، إلا ان غض الطرف عن قرار هؤلاء، الانتقال من سوريا الى لبنان.
وفي وقت يكافح الجيش اللبناني وحيدا لمحاولة لجم هذه الحركة الخطيرة، حيث يوقف يوميا مئات العابرين من سوريا بطرق غير شرعية، تقول المصادر ان المطلب الوحيد الذي يجب ان يحمله بوحبيب الى الشام، هو مطالبة النظام بضبط حدوده وبإبداء الحزم المطلوب والقوي، في التصدي لمَن يحاولون الانتقال من الاراضي السورية الى اللبنانية. هذا على صعيد الموجات المتجددة.
اما مسألة عودة النازحين الموجودين في لبنان منذ سنوات، فيجب ايضا عدم نسيانها، حيث لا بد للدبلوماسية اللبنانية ان تفعّل حركتها على الساحة الدولية والاممية، ليس للتمني على المانحين، نقل مساعدات النازحين من لبنان الى سوريا، بل لابلاغهم بأن لبنان يرفض ما تقوم به مفوضية اللاجئين وسيبدأ بسلسلة خطوات امنية - حياتية تعقّد على السوريين بقاءهم في لبنان.
اما الاكتفاء بالبيانات و"النق"، فلن يبدلا على الارض شيئا، تختم المصادر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك