كتبت نجوى أبي حيدر في "المركزية":
على متن مواقف نواب "التيار الوطنيّ الحرّ"، يبعث رئيسه النائب جبران باسيل رسائله المفخخة. في حديثه منذ يومين قال عضو تكتل "لبنان القوي" النائب آلان عون أن "القبول برئيس تيار المردة سليمان فرنجية لم يعد مستحيلاً و"حزب الله" سيتنازل في المقابل عن أمور كان يرفضها سابقًا لأننا دخلنا في منطق السلّة معه". وأكّد أنّ "نتائج الحوار مع حزب الله تظهر خلال أسبوعين بالاتفاق أو عدمه"، موضحًا أنّ "المعركة محصورة بمرشحين هما سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون وكلاهما عاجز عن الوصول لذا علينا الاتفاق".
كثيرة هي التناقضات في الحديث نفسه. هو أعقب اجتماعًا عقد بين "التيار" والمعارضة خلُص الى اعلان الاول استمرار دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، فكيف يُفَسر التناقض الفاقع بين موقف التيار دعم مرشح المعارضة وكلام عون عن امكان القبول بفرنجية؟ ثم وفيما يؤكد عون ان القبول بفرنجية لم يعد مستحيلًا، يوضح لاحقا ان فرنجية وعون عاجزان عن الوصول. وبعدما افيد ان الاجتماع الثاني للجنة الحوار بين التيار والحزب سيعقد بعد اسبوعين ، يعلن عون في حديثه أنّ نتائج الحوار مع الحزب ستظهر خلال اسبوعين، فهل يُعقل ان تنتهي المفاوضات حول مواضيع على هذا المستوى من التعقيد ، كاللامركزية والصندوق السيادي، خلال جلستي تفاوض؟
تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية" ان مواقف عون حملت رسائل باسيل الى حزب الله . فهو حينما استشعر خطر امكان انتخاب قائد الجيش، والمعطيات كثيرة في هذا الاتجاه، شبه توافق اميركي- سعودي-قطري، زيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد للقائد، موفد قطري في بيروت ، عمد الى بعث رسالة للحزب مفادها ان طريق انتخاب فرنجية غير مقطوعة، علّه يفرمل الاندفاعة نحو القائد باعطاء الحزب وميض امل لمرشحه. وتضيف: ليس صحيحا ان زيارة رعد لقائد الجيش للتعزية، فلو كانت كذلك، لتمت في شكل رسمي في مكتب القائد واعلن عنها مباشرة، تماما كما يتم توزيع نشاط العماد عون، الا ان تعمد احد ما تسريبها وانعقادها في منزل العميد ديديه رحال، اكد المؤكد لجهة انها زيارة استشراف رؤية القائد للمرحلة رئاسيا، و"زكزكة" باسيل ابان انطلاق المفاوضات بين الجانبين لخفض سقف شروطه.
وتكشف المصادر أنّ رعد طرح خلال الاجتماع قضية شاحنة الكحالة واهمية اقفال الملف فسمع ما مفاده ان الملف لن يقفل ما دامت التحقيقات لم تنته.
سريعًا تتقدم الاتصالات لتسوية يفترض ان تقود القائد الى قصر بعبدا، بحسب المصادر، فالضغط الخارجي يتعاظم لانتخاب رئيس سريعًا في ظل رياح التغيير التي تلفح المنطقة، ولعل اهمها اليوم مشاركة وفد إسرائيلي في اجتماع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في الرياض، وفق ما أفاد مسؤول إسرائيلي وكالة فرانس برس، في أول زيارة معلنة الى المملكة التي لا تربطها بالدولة علاقات دبلوماسية. وقد تبلغ أكثر من مسؤول لبناني رسالة حاسمة بضرورة اقفال ملف الاستحقاق الرئاسي قبل نهاية أيلول. وفي ظل الدعم الخارجي للعماد عون وإمكان التقاطع الواسع حوله محليًا، باستثناء "التيار الوطنيّ الحرّ"، تبدو حظوظ انتخابه مرتفعة، إلّا إذا اتفق القادة الللبنانيون على مرشح ثالث من ضمن تسوية شاملة، وهو شأن مستبعد.
تتوقع المصادر ختامًا أنّ يعمد نواب "التيار" تباعًا، بإيعاز من باسيل، إلى تعميم مناخ مفاده إمكان عقد صفقة مع فرنجية، بما يدغدغ الحزب ويبعد تجرع كأس انتخاب القائد رئيساً، على أمل أن تحمل التطورات الداخلية والاقليمية جديدًا يؤدي إلى اتفاق على اسم ثالث لا يستفز باسيل.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك